•• مرة أخرى.. •• يؤكد "القتلة" و"المجرمون" و"السفاحون" أنهم يتربصون بهذه البلاد.. وبالوحدة الوطنية التي يتشكل منها النسيج المجتمعي المتجانس.. أملاً في إثارة الفتن بين أبناء وطننا الواحد والموحد.. •• فبعد أن فشلوا فشلاً ذريعاً.. في تحقيق أهدافهم المسمومة.. بعملهم الجبان الذي طال عدداً من الأبرياء في بلدة "الدالوة" بمنطقة الأحساء.. وشهد الوطن كله وفي مقدمته أبناء المنطقة الشرقية من المملكة ملحمة وطنية نادرة.. وتماسكاً غير مسبوق.. حيث وقف الجميع بوجه ذلك العمل الإجرامي البشع.. وأثبتوا معه أنهم أقوى من الاستهداف.. ومن المحاولات اليائسة لإثارة الفتنة بيننا.. وضرب وحدتنا بأسافين جرائمهم الدموية.. وإشعال نيران الحقد والكراهية بين الناس.. وإثارة الهلع والقلق في النفوس.. •• بعد ذلك الحادث المؤلم.. الذي وحَّدنا أكثر.. وزاد في تقاربنا أكثر.. وفتح عيوننا على أخطار حقيقية ومؤامرات حقيرة تدبرها أيدي الطغاة.. وتستعين فيها بأدوات مريضة.. باعت ضمائرها بسماسرة الموت.. جاءت جريمة الأمس الأول التي وقعت في مسجد الإمام علي بن أبي طالب في بلدة القديح بمحافظة القطيف.. لتؤكد من جديد أن أعداء هذا الوطن.. والمتآمرين على وحدة أبناء هذا الوطن مستمرون في أعمالهم الإجرامية واللاإنسانية الهادفة إلى زعزعة أمننا.. واستقرار بلدنا.. وتفكيك نسيجنا المتماسك.. باستهداف بيوت الله.. وقتل الأبرياء من العبّاد والمصلين وإصابة الكثيرين بفعل العمل الجبان الذي أقدم عليه أحد القتلة والمجرمين الذي اندس بين المصلين.. وفجر نفسه في وسطهم ليُحدث أكبر وأبشع عملية قتل جماعية دون مخافة من الله.. ودون أي رادع إنساني أو أخلاقي.. وضد كل أنظمة الكون.. وقوانينه وأعرافه المطبقة عند جميع الأديان السماوية.. أو الأعراف والمواثيق التي تحترم الأماكن المقدسة.. وتتجنب تعريض الأرواح البريئة لمصير كهذا.. •• وإذا كان هناك ما يكشف عن هذا الحادث الجبان أكثر من غيره.. فهو أن القتلة والسفاحين ومن يقف وراءهم ممن اعتمدوا الإرهاب بكل صوره وألوانه وسيلة لإرعاب الشعوب.. وزلزلة المجتمعات تحقيقاً لمآربهم القذرة وأجندتهم الخطيرة في منطقتنا.. فإن ذلك هو في المكان وفي الزمان الذي اختاروه لتنفيذ هذه الجريمة بكل أبعادها الأمنية.. والسياسية.. والثقافية.. وذلك بهدف إعطاء الانطباع الخاطئ بأن هناك حروباً مذهبية في داخل أوطاننا.. وأن من يقفون وراء تلك الحروب والجرائم هم من لا يقبلون بغيرهم داخل الوطن الواحد.. •• ذلك هو ما يريدون الإيحاء به.. والوصول إليه.. وتأليب المجتمع الدولي ضد إفرازاته.. بعد أن يثيروا الفتنة بين أبناء البلد الواحد لكي يضرب بعضهم بعضاً.. •• كما أن ما يهدف إليه هؤلاء المجرمون والسفاحون أيضاً هو إثارة المخاوف من بعضنا البعض.. وزعزعة الثقة فيما بيننا.. وهز قاعدتنا الأمنية القوية والمتماسكة.. بفضل الله أولاً.. ثم بفضل سهر رجالات هذه البلاد وأبنائها على أمنه وسلامة هذا الوطن وأهله والمقيمين فيه على حد سواء.. •• لكننا وبكل قوة.. نقف اليوم لنقول لهؤلاء الحاقدين والجبناء.. ممن يعادون الإسلام.. ويتآمرون على المسلمين.. وإن ادعوا- كذباً - أنهم منا.. أو احتسبوا أنفسهم زوراً وبهتاناً دولاً أو منظمات أو جماعات إسلامية علينا.. إلا أنهم في الحقيقة يمثلون أنظمة وأحزاباً وتكتلات إرهابية لا تحكمها أخلاق ولا يحد من أحقادها إلا الاقتصاص منها والعمل المتواصل والجاد لاستئصالها.. •• ونحن هنا في المملكة نُدرك لماذا نحن الأكثر استهدافاً.. من هؤلاء القتلة ونعرف أننا نشكل أكبر عقبة في وجوه أطماعهم وتمدداتهم.. وبالتالي فإننا ندرك أننا أمام تحدٍ خطير.. وحرب لا هوادة فيها معهم.. •• والمملكة – ولله الحمد - تملك كل مقومات القوة والاقتدار للقضاء عليهم.. وحماية وطننا وشعبنا منهم.. ومساعدة أمتنا العربية على التخلص منهم وتطهير بلدانها من "أرجاسهم".. •• نعرف هذا وندركه وندرك معه أنَّ حربنا طويلة معهم لكنها سوف تكلل بالنجاح بتوفيق الله وعونه.. ثم بقداسة المكان الذي نحن فيه.. وبتوحد شعبنا.. سنته وشيعته.. حضره وباديته.. رجاله ونسائه.. شيوخه وأطفاله.. •• إننا بإذنه تعالى منتصرون – في النهاية – على كل قوى الشر.. ولن تخيفنا مؤامراتهم الجبانة هذه.. بل على العكس من ذلك فإنها ترسخ قواعد الوحدة والشعور بالأمان في وطن توفرت له وفيه كل أسباب القوة والخير والتماسك والنماء. • ضمير مستتر: •• لا خشية على وطن قدسه الله.. وأكرمه بوجود قبلة المسلمين فيه.. وجمع أهله على الإيمان.. وعزز وحدتهم بالانتماء الصادق للوطن والولاء المخلص للقيادة.. والتراحم والتلاحم بين المواطنين.
مشاركة :