الشارقة:زكية كردي انتشرت على العديد من مواقع التواصل التي تجمع السيدات تعليقات طريفة، تحمل إشارة ذكية للدلالة على بعض السلوكيات الاجتماعية التي تسيطر على ربات البيوت أكثر من غيرهن تحت شعار «تحضيرات رمضان» الذي تتشعب عنه العديد من المواضيع والأفكار المنتشرة على مواقع التواصل، فهل يصل هوس التحضيرات إلى غسل الدجاج وتنقية العدس وفرم البصل كما اقترحت التعليقات، ويبدو أن الأمر قابل للتطور مادامت المنافسة على المواقع مشتعلة، والتحضيرات بدأت مبكراً جداً هذا العام، قبل أن ينشغل الجميع بالتهنئة بعودة الشهر الفضيل، وتصميم معايداتهم الشخصية تماشياً مع الموضة. اعتدنا أن تنتشر مقاطع الفيديو التي تركز على التحضير للشهر الكريم كل عام، مركزة على تفريز الطعام وتخزين كميات كبيرة منه بالدرجة الأولى، تصور بعضها سيدات يتبهاين بامتلاء الفريزر بأكياس اللحوم المقطعة حسب تصنيف الأطباق، وبالثوم المفروم والخضراوات الجاهزة للطهي، ما يدعو للتساؤل حول الطريقة التي سوف يتحرك فيها هواء التبريد في هذا الفضاء المزدحم بالمأكولات، ولا يقف هوس التفريز والاستعداد المسبق عند حد معين، فالمنافسة على مواقع التواصل تزيد مستوى الحماسة عند بعض السيدات حد مجاوزة المنطق والمعقول، فتذهب بعضهن إلى تحضير وجبات تكفي الشهر بأكمله ربما، لتطمئن أنها سبقت الجميع في وقت مبكر، وتخلصت من هذه الواجبات اليومية المتراكمة، لتتفرغ لمشاهدة المسلسلات.ولأن انتشار هذا النوع من المنافسات المطبخية المبالغة بات مستفزاً للعقل بطريقة ما، لابد من التوقف قليلاً لمناقشة بعض الخطوط العريضة، وأولها الحاجة إلى التفريز والتحضير المسبق الذي ظهر كحل لتخفيف الضغوطات لدى المرأة العاملة التي تضطر للاستعجال في تجهيز الغداء للعائلة بعد عودتها من العمل، ما جعلها تجد الحل في التحضير المسبق الذي لا يوفر الوقت بشكل منطقي، بل يخفف الضغط في الوقت الضيق فقط، فالعمل الذي تقوم به هو ذاته، ولهذا لا وجود لخدعة «توفير الوقت» التي تتناقلها السيدات عبر صفحاتهن الإلكترونية، مع الإشارة إلى توفر الوقت لدى الجميع في ظل البقاء في المنزل وإقبال الكثيرين على المطبخ كنوع من التسلية، ما يعني توفر يد العون المتمثلة بالأزواج والأبناء أيضاً، أما الأمر الآخر المثير للاهتمام فهو الوقوف عند جودة الأطعمة ذاتها، فمن المعروف أن الأطعمة الطازجة هي الأفضل من حيث الطعم والفائدة الصحية، فكثيراً ما تفاخر المطاعم الراقية بأطعمتها الطازجة التي تنافس أكل البيوت، فهل من المنطقي والصحي أن تتحول البيوت إلى منطق مطاعم الوجبات السريعة والمجمدة، وأخيراً لا بد من الإشارة إلى سلوك آخر يرتبط بموضوع اليوم، وهو المبالغة بشراء الأغذية وتخزينها، ما يحدث خللاً بالمخزون المخصص للجميع، ويحرم الآخرين من شراء حتى مستلزماتهم المعتادة.
مشاركة :