د. عرفة النادي يكتب: في الابتهاج بالهلال

  • 4/27/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إنَّ الأمة خُصَّت في رمضان بمزيدٍ من الرحمة، ووفُور النعمة، عند حصول القِسمة، فرمضان بين الشُّهور، كالقلب في الصُّدور، فيه مفاتحة الخطاب، وإنزال الكتاب، وفتح الأبواب، وتقريب الأحباب، فهو موسمُ الطاعات، ومضاعَفة الحسنات، ومحو السيئات، لذا تستبشر الأرواح بقُدومه، وتبتهج النفوس بحُلوله، فرُوي أن سيدنا عليًّا – رضي الله عنه – (كان لا يستشرف لهلالٍ إلا هلال رمضان، وكان إذا نظر إليه قال: اللهم أدخِلْه علينا بالسلامة من الأسقام، والفراغ من الأشغال، ورضِّنا فيه باليسير من النوم)( )، فإذا ما دخل الشهرُ أو رُؤي هلاله، انطلقت الألسنة بتكبير الله وحمْده، والتضرع إليه – تعالى- أن يُهلَّه عليهم بالأمْن والإيمان والسلامة والإسلام، والتوفيق لما يُرضي الرحمن؛ فعن "رافع بن خديج" قال: (كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا رَأى الهلالَ قال: هلال خيرٍ ورشدٍ. ثم قال: اللهم إني أسألك من خير هذا – ثلاثًا -، اللهم إنِّي أسألك من خير هذا الشهر، وخير القدر، وأعوذ بك من شره – ثلاث مرات-)( )، كذا الصحابة – رضي الله عنهم – كانوا (يتعلمون هذا الدعاء إذا دخلت السَّنة أو الشهر: "اللهم أدخلْه علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ورضوانٍ من الرحمن، وجوازٍ من الشيطان)( )، ويقول "الحَسَن" إذا رأى الهلال: (اللهم اجعله شهرَ بَرَكة، ونورٍ، وأجرٍ، ومعافاةٍ، اللهم إنك قاسمٌ بين عبادك فيه خيرًا، اقسم لنا فيه من كل خيرٍ، كما قسَمتَ فيه بين عبادك الصالحين).فلْيتأهب المسلم لاستقبال الشهر، وليعزم على اغتنام أوقاته، بعمارته بالطاعات، وإكثاره من الخيرات، واجتنابه للآفات، عساه يتحرَّر من رقِّ الشهوات، ويفوز بالقرب من رب الأرض والسماوات.

مشاركة :