استقبل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها شهر رمضان المبارك، شهر فيه أنفاس الصائمين تسبيح ونومهم عبادة ودعاؤهم مستجاب.ما أجمل هذا الشهر، وما أبهى أيامه وما أحسن لياليه.المسلمون يجدون في الذكر والتسبيح أنفاسهم من عبق القرآن الكريم في التلاوة والذكر. ولهذه الديرة الرائعة تراث جميل وعادات طيبة وإشارات حميدة في هذا الشهر المبارك فإذا أقبل قال بعضهم:اهلاً رمضان بوالقرع والبيديان، إشارة إلى الوجبات الشهية التي تحضر في هذا الشهر، وهي كثيرة وعديدة وقولهم السابق يشير إلى التشريب الذي يكون من مكوناته القرع والبيديان، ما أحلى صوت الواردة عندما ينطلق ويرفع أذان المغرب.في هذه الأثناء تتداول صواني الطعام بين بيوت الجيران، تنتشر في شهر رمضان الزيارات وتعقد الغبقات ويكثر التزاور وتعج المساجد بالمصلين، فإن لهم في صلواتهم ودعواتهم وابتهالاتهم راحة نفسية كبيرة وهدوءاً واستقراراً وسكينة.أما ديوانياتهم فهي معمورة بهم إلى قبيل السحور.كل هذه العادات والامتيازات توقفت في هذا العام كي تستجيب الأمة لنداء وزارة الصحة، من أجل التباعد الاجتماعي، والناس كلهم مجتمعون على مكافحة هذه الجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19). وصد هذا العدوان والكل يعمل ويفكر من أجل إزالة هذا الأثر السيئ عن ربوع الكون.فالمتخصصون يعملون أفكارهم للحصول على لقاح لصد المرض وتجاربهم السريرية تترى.فعسى الله أن يهيئ لهم السبيل في الوصول إلى أملهم المنشود وأبناء هذه الديرة الرائعة شمروا عن سواعد الجد ولا يزالون يواصلون الليل بالنهار من أجل حماية هذه الديرة وأهلها وجميع القاطنين على أرضها.فتحية للجيوش البيضاء والجيوش الأمنية والتنموية في جميع التخصصات، على فزعتهم وللمتطوعين وأصحاب الأيدي البيضاء كل التحية.والدعاء بأن يسدد أعمال الجميع بالازدهار، أما الأحبة الذين قدّموا من جميع أصقاع الدنيا، فهم يحمدون الله على سلامة العودة ويحملون على صدورهم وسام ديرة الإنسانية والخير... كويت التفاؤل والعمل المخلص فتحية لهم.ونبتهل الى الله العلي القدير في هذا الشهر المبارك ان يزيل هذا الوباء الوبيل عن آفاق هذه الديرة، إنما عن آفاق هذه الدنيا بأسرها، وأن يرحم الذين رحلوا إثر هذا الوباء، وأن يشفي جميع المصابين ويهب الصحة والسلامة لجميع الناس وأن نلتزم بالتباعد الاجتماعي والسكون في المنزل وأن يفتح الله بصيرة الذين ينشرون آفاقاً توازي آفات المرضى، وهي الإشاعات والأحاديث والقصص المفبركة والفيديوهات، التي تبعث على الرهبة وهي لا تمت للحقيقة بصلة.أما الذين يكسرون الحظر بغير سبب ولا مبرر، فنسأل الله الكريم أن يقذف في قلوبهم الرحمة حتى يستشعروا الخطر وأهمية السكون في المنزل، كي تكون الديرة نظيفة خالية من كل الأسقام، وهي نظيفة دائماً بإذن الله ومتألقة بأهلها الطيبين.ولرب نازلة يضيق لها الفتىذرعاً وعند الله منها المخرجضاقت فلما استحكمت حلقاتهافرجت وكنت أظنها لا تفرج
مشاركة :