شهر مبارك أشرق على الدنيا وفيه أعباق كريمة ونفحات طيبة يستشعر فيها المسلمون بلحظات ترفع فيها أكف الضراعة فتكون الدعوات مقبولة في شهر رمضان المبارك، والنوم خلال أيامه عبادة وأنفاس المسلمين في تسبيح لبارئهم جل وعلا ما أسماها من أوقات يجب استثمارها بالجد والعمل من أجل بلوغ الغاية وهي رضا الله الكريم وفي هذا الشهر مشاهد مرت على أهل هذه الديرة الطيبة قديماً ومشاهد نلحظها في أيامنا الحاضرة. ما أجمل إذا حل الشهر الفضيل قديماً فهم يقولون: مرحباً برمضان أبوالقرع والثريد والوجبات الشهية التي تطهى في الشهر الفضيل، ومنها التشريب والهريس وصب القفشة واللقيمات، كثيرة هي أطعمة هذا الشهر الفضيل، حيث يتبادلون الصحون في ما بينهم قبيل أن تثور الواردة والفريج وأهله يستبشرون بأيام هذا الشهر ولياليه عن طريق التزاور والاجتماعات الأسرية، أما مشاهد رمضان هذه الأيام كثرة عروض الأطعمة وتهافت الناس على شراء المواد الغذائية وكثرة الجمع في الأكل والإفراط في أنواع المأكولات والمشروبات المختلفة وكأنما نمتنع عن الطعام سويعات ونظل نأكل ساعات من الزمن ثم يذهب أحدهم إلى عمله وهو نائم من فرط الأكل ليلاً ولا يقوى على آداء عمله إنما يؤجله لأنه مرهق من الصيام، والحق بأن الصيام عمل وجد واجتهاد وبعضهم يأتي بالقرآن الكريم كي يقرأه في العمل وينسى واجبه تجاه الناس، وإن القرآن الذي يقرأه يحثه على الإخلاص وأداء الواجب وعدم التقصير فيه حتى إذا حل وقت صلاة الظهر ترك كل مهامه وأسرع لأداء الصلاة من قبل الآذان بفترة ولم يأتِ إلى مكتبه إلا بعد أداء الصلاة بفترة كي يستعد للذهاب إلى المنزل. ما هكذا الشهر الفضيل؟ هو شهر فيهِ التقنين والاقتصاد والجد والعمل والمثابرة، وإذا يممت وجهك فستجد كثيراً من المتسولين الذين ينهالون على كثير من الأماكن والأسواق والدواوين خلال هذا الشهر الفضيل. شهر هو للتفكير وتمحيص العقل في جوع الفقراء وحرقة قلوب العطشى والمشردين في أصقاع الدنيا ولنرفع الأكف بالدعاء في هذا الشهر المبارك بأن يفرج عن جميع المظلومين والمشردين والفقراء والمحتاجين حتى تسعد الدنيا باستقرار وسعادة وأن يعم الخير على هذه الديرة الحبيبة. حقاً ما قال الأديب: أوصيك خيراً بأيام نسافرها في رحلة الصوم يحيا القلب نشوانا فأول الشهر قد أفضى بمغفرة بئس الخلائق إن لم تلق غفرانا ونصفه رحمة للخلق ينشرها رب رحيم على من صام حسبانا وآخر الشهر عتق من لهائبها سوداء ما وفرت إنساً وشيطاناً نعوذ بالله من أعتاب مدخلها سكنى لمن حاق بالإسلام عدواناً ونسأل الله في أسباب جنتهِ عفواً كريماً وأن يرضى بلقيانا
مشاركة :