هنا... رمضان النوايا | مقالات

  • 6/23/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أن يأتي رمضان ونحن في ظروف ليست كما اعتدناها في رمضاناتنا السابقة، كأن نكون في رحلة علاج، دراسة، حياة زوجية جديدة، ظروف صحية قاهرة وغيرها، عند حدوث مثل ذلك لا مناص من أن نشعر بالفرق في جدولنا الرمضاني، وطريقة سير يومنا وأساليب التعبّد واقتناص الأجور، فهناك شيء مختلف يستوجب منا تكفياً معيناً ودرجة مرونة لا بأس بها تجاه هذه الظروف الجديدة في حياتنا. آلية جميلة في ديننا الحنيف نكسب معها وافر الأجر بأقل جهد، لكنها تأتي بتوفيق من عند الله على تطبيقها، تحتاج استحضاراً قلبياً وعقلياً، إنها احتساب النوايا والأجور، في كل خطوة، نَفَس، رمشة عين، وفي كل سعي للتأقلم مع الظرف الجديد لتحقيق مستوى من الاستقرار يعين على التعبّد، وفي كل خدمةٍ نقدمها لمريض، وفي كل تنازلٍ في سبيل تسيير الحياة الزوجية أو غيرها دون إخلال بالمبادئ لا شك، وفي كل جهدٍ يبذله طالب العلم، وفي كل ألمٍ يشتكيه المريض، وضمن أي ظرفٍ من الظروف فإن الاستثمار الأمثل للأجور يكون بالنوايا، إنها رأسمال المسلم وفائدته في ذات الوقت. شيء آخر يفعله الإنسان بتوفيقٍ من عند الله أيضاً، لا يحتاج جهداً فعلياً يذكر سوى معرفة أهميته وأثره ووافر أجره ومن ثم ملازمته، إنه الدعاء والذكر، أن يتعبد الإنسان بلسانه، يشكر الله، يحمده، يكبره، يسبحه، يلازم الأذكار كل يوم وليلة، فإن للدعاء بالغ الجدوى في استشعار الصلة بين العبد وربه، كذلك إنه من أيسر طرق كسب الأجر، في أي مكان كنت، وفي أي زمان أنت، لسانك معك فاجعله بالذكر لاهجاً، وبالدعاء متضرعاً. ختاماً؛ أقول رمضان واحد، ورب رمضان سبحانه واحد، إن كنت بين أهلك أو في غربتك أو تحت سقف ظروفك الجديدة، لا يصيبك الإحباط أبداً ولا يثنيك شيء عن ادخار الأجور، كن مبدعاً في اقتلاع الثواب من أرضه اقتلاعاً بابتكار طريقتك الخاصة ونواياك النبيلة، واحتسب عند الله أجورك العظيمة. a.a.h.alawadhi85@gmail.com Twitter: @3ysha_85

مشاركة :