ماذا تحمل التصفيات الاسيوية لكرة القدم المزدوجة المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا وكأس آسيا 2019 في الإمارات من مفاجآت لمنتخب الكويت؟ الظروف وضعت «الأزرق» خلال منافسات المجموعة السابعة التي تضم أيضاً لبنان وكوريا الجنوبية وميانمار ولاوس بين مطرقة وسندان مدربين يعرفان الكثير عن كرة القدم في الكويت ويمثلان ماضي وحاضر المنتخب منذ بداية الالفية الثالثة. المدرب الاول هو المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش الذي يقود حاليا المنتخب اللبناني، وقد سبق له تولي تدريب كاظمة ثم الجهراء ويعرف كل صغيرة وكبيرة عن منتخب الكويت ولاعبيه الحاليين، لكنه خسر امام «الازرق» بهدف نظيف في المباراة التي اقيمت في صيدا في افتتاح التصفيات بسبب خطأ ساذج من حارس مرمى «منتخب الازرق» لكن لديه املا في التعويض في مباراة الاياب التي ستجرى في الكويت. اما المدرب الثاني فهو الصربي رادويكو افراموفيتش «رادي» الذي تولى تدريب منتخب ميانمار في سبتمبر 2013 وهو الفريق الذي سيحل ضيفا على «الازرق» في 3 سبتمبر المقبل في ثاني مبارياته ضمن التصفيات. يذكر ان «رادي» تولى المهمة بديلا للكوري الجنوبي بارك سونغ-هوا الذي قرر اتحاد ميانمار التخلي عن خدماته بعد النتائج المخيبة للآمال لمنتخب تحت 23 عاماً في دورة ألعاب جنوب شرق آسيا 2013 في ميانمار بالذات. «رادي» درب منتخب الكويت الاولمبي وقاده الى احتلال المركز الثاني في دورة الألعاب الآسيوية في تايلند العام 1998، وكان وراء تأهله الى اولمبياد سيدني 2000 والفوز بذهبية دورة العاب غرب اسيا في الكويت، قبل ان يقود المنتخب الاول حتى العام 2003 بعد اقالة الالماني بيرتي فوغتس الذي اشرف على الفريق في بطولة كأس الخليج 2002 في الرياض والتي حل فيها في المركز الثالث. وعلى الرغم من ان «رادي» لم يعد يعرف الكثير عن لاعبي «الازرق» في الوقت الحالي بعدما شد الرحال لتدريب منتخب سنغافورة لمدة 10 سنوات وقاده إلى الفوز ببطولة كأس سوزوكي لمنطقة الـ«آسيان» ثلاث مرات في الأعوام 2004 و2007 و2012، الا انه اشد خطورة من رادولوفيتش لانه يعرف الكثير عن تلاميذه الذي قال بأنه يتابعهم مثل اولاده وهم من الاعمدة الاساسية لمنتخب الكويت ومنهم مساعد ندا وبدر المطوع ونواف الخالدي وعبدالعزيز المشعان ومحمد جراغ لكونه من دفع بهم في تشكيلته التي كانت تضم شهاب كنكوني ونواف الخالدي وخالد الفضلي وصالح مهدي ويعقوب الطاهر وعبدالعزيز العنزي وعلي عبدالرضا ونهير الشمري وعلي النمش وخالد الشمري ومحمد البريكي ونواف الحميدان وصالح البريكي وأحمد البلوشي ووليد علي وجراح العتيقي وعبدالرحمن الداوود ونواف المطيري ومحمد فهاد وأحمد الصبيح ونواف الشويع وعلي الشمالي وبشار عبدالله وخلف السلامة وفهد الفهد وحسين سراج وحمد الحربي. ورغم مرور كل هذه السنوات، لم يواجه «رادي» منتخبه القديم الكويت الا مرة واحدة الا عندما كان يقود منتخب سنغافورة وخسر 1-3 في تصفيات المجموعة الثانية المؤهلة الى نهائيات كأس الامم الاسيوية في الصين العام 2004، والتي كانت تضم بالاضافة اليهما وفلسطين وقطر. وكان «رادي» بدأ مشواره في المنطقة الخليجية مدربا للحراس في نادي صور العماني ثم عمل في الجهاز الفني للمنتخبات العمانية واسندت اليه اكثر من مهمة. وبعد ان اقاله الاتحاد الكويتي، عاد افراموفيتش الى عمان حيث اشرف على نادي روي. وتمكن منتخب ميانمار في اطار المجموعة السابعة للتصفيات المزدوجة من خطف تعادل مثير من مضيفه منتخب لاوس بنتيجة 2-2، قبل الخسارة امام كوريا الجنوبية بهدفين نظيفين. وقد يقلل البعض من أهمية التعادل مع لاوس بسبب تقارب المستوى بين المنتخبين لكن عند العودة الى السنوات الماضية نجد أن ميانمار كانت تخسر من منتخبات قريبة من مستوى لاوس بعدد كبير من الاهداف قبل أن تتمكن الآن من خطف تعادل مثير خارج ملعبها. ويعود الفضل في التطور التدريجي لكرة القدم في ميانمار إلى الاتحاد الياباني الذي أجرى اتفاقية تعاون مع اتحاد ميانمار في العام 2013 والتي تركز على تطوير اللاعبين الناشئين عبر نقل التجربة اليابانية والسماح للاعب ميانمار بالتدريب في الملاعب اليابانية، الى جانب تطوير الدوري الذي كان يعيش في عزلة دولية قبل خمس سنوات بسبب نظام الحاكم السابق. بعد مرور عامين على اتفاقية التعاون مع الاتحاد الياباني، تمكن منتخب ميانمار من التأهل إلى كأس العالم 2015 للشباب (تحت 20 عاماً) في نيوزيلندا، وبعدها بدأ المنتخب الأول في الاعتماد على مخرجات جيل كأس العالم. وكشفت دورة ألعاب جنوب شرق آسيا 2015 في سنغافورة قوة كروية جديدة في المنطقة بشكل خاص وقارة آسيا بشكل عام وهي كرة ميانمار وذلك عبر منتخبها الذي حقق نتائج جيدة في الدورة نفسها، بغض النظر عن حصده الميدالية الفضية بعد خسارته في المباراة النهائية أمام حامل لقب النسخة الماضية 2013 منتخب تايلند بثلاثية نظيفة. يمتلك منتخب ميانمار تاريخاً قديماً على المستوى الآسيوي بغض النظر عن عدم وصوله الى كأس العالم على مستوى الكبار، حيث تأسس اتحاد كرة القدم في العام 1947 عندما كانت الدولة تحمل اسم بورما، اذ حصد مركز الوصافة في كأس أمم آسيا 1968 في إيران، ثم الميدالية الذهبية مرتين متتاليتين في دورتي الألعاب الآسيوية 1966 و1970، وخمس ميداليات ذهبية في دورة ألعاب منطقة جنوب شرق آسيا أعوام 1965 و1967 و1969 و1971 و1973. في المقابل، فاز منتخب الشباب بكأس آسيا تحت 16 عاماً سبع مرات جميعها في الستينيات والسبعينيات.
مشاركة :