كورونا يحرم اللبنانيين من بهجة شهر رمضان

  • 4/28/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يحل شهر رمضان المبارك هذا العام في ظروف استثنائية، بعد أن اجتاح فيروس كورونا العالم، وغيّر العادات اليومية. ويتزامن الشهر الفضيل، مع استمرار الإجراءات الوقائية للحد من انتشار كورونا، وأبرزها فرض الحجر المنزلي الطوعي أو الإلزامي، وإغلاق دور العبادة كالمساجد والكنائس ومنع الصلوات والتجمعات. ولطالما كان شهر رمضان، فرصة لإحياء البهجة في قلوب الناس، من خلال التقرب إلى الله بالصوم والصلاة، فضلا عن العادات الاجتماعية المحببة خلال أيام الصوم، كزيارة الأقارب، وإقامة ولائم الإفطار الجماعية وغيرها. وكما في كل دول العالم الإسلامية، يحل رمضان على لبنان هذا العام مختلفا، حيث تزداد المخاوف من انعكاس آثار كورونا على شهر الصيام، وحرمان المسلمين من أداء السنن الرمضانية، وأبرزها صلاة التراويح. يقول محمد موسى (مواطن، 45 سنة) للأناضول: "يجب إعادة فتح المساجد خلال شهر رمضان، وعلى الدولة ودار الفتوى أن يجدا حلا لا يحرمنا من إقامة الصلوات وكذلك يحمينا من العدوى بالفيروس". فيما يرى حسين الخطيب (32 سنة) أن "شهر رمضان المبارك خطير وفاصل بالنسبة لانتشار الفيروس، فإن لم يلتزم الناس بقرار الحجر المنزلي، ورفضوا اتباع الإرشادات، فمن المؤكد أن آفة كورونا ستتوسع". ويضيف: "أنا سألتزم بكل تأكيد بالحجر المنزلي، يمكنني التقرب إلى الله مع زوجتي وأطفالي، سأصوم وأفطر وأقيم صلواتي في بيتي". أما راما السيد (28 سنة) فتقول: "للأسف يحل شهر رمضان هذه العام مُراً علينا، كنت أنوي الذهاب إلى العمرة، ولكن سأحرم من ذلك". وتضيف: "سألتزم بقرار الحجر الصحي، ولن أخرج من منزلي حتى إعلان الدولة السيطرة على الفيروس". وتردف السيد: "لن أقيم ولائم ولن أشارك بأي دعوة، وأعتقد أن رمضان هذا العام سيكون خاليا من ذلك". وتتابع: "أتمنى أن يلتزم الجميع بذلك، كما أدعو إلى مضاعفة مساعدة الفقراء والمحتاجين هذه السنة، فالأعمال معطلة منذ أكثر من شهر، ولا بد أن حاجات الفقراء قد تضاعفت". بدوره، يرى عبد الرحمن ناصر الدين (35 سنة) أن "العبادة ضرورة، وهي أكثر من ملحة في هذا العام المليء بالكوارث". ويضيف: "سأقوم بعباداتي في المنزل رغم أني لست موافقا كثيرا على قرار إغلاق المساجد، وكنت أفضل فتحها وترك الحرية للمؤمنين مع اتخاذ إجراءات صحية صارمة لحماية الناس". **حفظ النفس مقدم ويتفق عدد كبير من علماء الدين الإسلامي، على ضرورة الالتزام بالحجر المنزلي وعدم فتح المساجد خلال شهر رمضان، إضافة إلى اعتبار قرار عدم التجمع واجبا شرعيا للحفاظ على حياة المسلمين. وفي هذا الإطار، يقول المفتش العام المساعد في دار الفتوى الشيخ حسن علي مرعب، للأناضول: "إغلاق المساجد ودور العبادة قد يكون من أصعب القرارات". ويضيف: "حفظ النفس مقدم على كل شيء، وهذا حتى لا تكون المساجد بؤرة لتفشي كورونا بين الناس من خلال الاختلاط". ويتابع مرعب: "قد يدخل شخص ما إلى المسجد ولا يعلم أنه مصاب بالفيروس، وقد يصيب الآخرين، حتى لو وضع كمامة، فلا أحد يعرف كيف تنتقل العدوى، وهذا ما حصل في ماليزيا". ** لا تراويح مع كورونا ويؤكد مرعب أنه "ليس سهلا لأي مسلم أن يحرم من صلاة الجمعة أو صلاة التراويح أو صلاة الجماعة، ولكن هناك ما هو أشد وأعظم من ذلك، فالإنسان خليفة الله في الأرض وحفظ النفس مقدم على أي أمر آخر". ** العمرة في بطون الجائعين كما دعا مرعب إلى تقسيم ما ينفق على الولائم والإفطارات الجماعية إلى مبالغ مالية، وإرسالها للفقراء والمحتاجين في هذا الشهر الفضيل. وختم قائلا: "من كان يريد العمرة في رمضان، فالعمرة الآن في بيوت الفقراء وبطون الجائعين وأجره عند الله". وحتى الإثنين، بلغ عدد الإصابات بالفيروس في لبنان 710، بينها 24 وفاة و145 متعافيا، وفق وزارة الصحة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :