ملعون من هدم بنيان الله لعنة الله على كل من سفك دما بغير حق وكل من روع الآمنيين وكل من أفسد في الأرض..إن ما حدث في ارض سيناء من قتل جنودنا المرابطين على الحدود للحفاظ على الأرض والدفاع عنها في هذا الشهر الفضيل شهر الرحمة وما يحدث من الأعمال الإجرامية السافلة التي ارتكبت وترتكب باسم الإسلام وتحت شعار الجهاد في سبيل الله إن هذا الأجرام والإرهاب يتنافى تمامًا مع مفهوم الجهاد الصحيح المشروع في الإسلام، والذي الأصل فيه الدفاع عن النفس والأرض والعرض والمقدسات والحرمات والحفاظ على مقدرات البلاد والعباد ويتنافى تماما مع العدوان والبغي وسفك الدماء بغير الحق وترويع الآمنين ..والجهاد المشروع والذي هو من أحب الأعمال إلى الله تعالى له مشروعية ووقت وظرفية، مشروعيته وظرفه ووقته عندما تتعرض البلاد إلى عدوان من الخارج، وعندما يقع عدوان على النفس والأرض والمال والعرض، وعندما تنتهك حرمات المقدسات، هنا يجب ويفرض الجهاد..أما ما يقع تجاه المسالمين والمرابضين على حدود البلاد للحفاظ على أمنه فهو عدوان وظلم وإرهاب وافتراء، وهو يتنافى تمامًا مع منهج الإسلام وسماحته .بل يتنافى مع كل المناهج والرسالات السماوية التي تدعوا إلى الرحمة والسماحة والبر والإحسان وتتنافى مع المفهوم الصحيح للجهاد المشروع، ولا شك أن الدافع لهؤلاء السفلة المجرمين المأجورين والمضللين الذين يرتكبون أفظع الجرائم وأشدها قسوة وسوء من ترويع الآمنين وسفك دماء الأبرياء واستباحة حرمة النفس التي كرمها الله تعالى. لاشك أن الدافع لهم الإستيلاء على ارض سيناء وإسقاط وتركيع مصر الصخرة التي تحطمت عليها أحلامهم وخاصة الحلم الإسرائيلي بدولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات هذا وقد غاب عن هؤلاء المضللين والمغرر بهم أن للدماء حرمة أشد وأعظم من حرمة بيت الله الحرام، وفي حديث النبي الرحمة عليه الصلاة والسلام ما يؤكد ذلك بل هناك أحاديث نبوية كثيرة تشدد على حرمة الدماء بصفة عامة، منها قوله صلى الله عليه وسلم؛ لأن يأتي أحد بمعوله ويهدم بيت الله حجرًا حجرًا لأهون عند الله تعالى من أن تراق قطرة دم بغير حق..وقوله: الإنسان بنيان الله ملعون من يهدمه، هذا ولشدة وعظم جرم من يسفك دمًا بغير حق جعل الله تعالى قاتلها قاتلا للناس جميعًا فمن قتل نفسًا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعًا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا، هذا ويجب أن نتعرف على الدوافع التي تدفع مرتكبي هذه الجرائم الشنعاء والذين لديهم قناعة كاملة أنهم يجاهدون في سبيل الله ويضحون بأعز ما لديهم وهي أرواحهم في سبيل ذلك وإن الجنة في انتظارهم، أعتقد أنهم قد تم تضليلهم والتغرير بهم من قبل أصحاب الفتاوى الضالة الخاطئة الذين تصدروا مشهد الدعوة لسنوات عديدة واعتلوا المنابر المأجورة التي صنعها أصحاب المؤامرة الخبيثة التي حيكت للإسلام والمسلمين، والتي من أهدافها قتل رجال الجيش والشرطة وترويع الآمنيين وبث بذور الفتنة بين طوائف المجتمع الواحد .ولقد ساعدهم على ذلك وسائل الأعلام المأجورة التي إعتلى منابرها أهل الضلال والتضليل سنوات عديدة في زمن مبارك وإلى وقت قريب وفي نفس الوقتلم تكن هناك مراقبة من أحد عليهم ولا ننكر أن أزهرنا الشريف كان في غفوة لوقت طويل في الوقت الذي أتيحت فيه الفرصة الكاملة إعلاميًا لأصحاب الفكر العدواني المتشدد، وكانت هناك حرب تشكيك في مصداقية الأزهر الشريف وعلمائه وكان هذا مقصودًا ومتعمدًا حتى يحدثوا فجوة بين الناس والمنبر الوسطي المعتدل المستنير وبالفعل حدث فجوة كبيرة بين الأزهر وبين الناس في الوقت الذي انتشر فيه الفكر الوهابي المتشدد والمتعصب والبعيد كل البعد عن منهج الإسلام الصحيح بسماحته ووسطيته واعتداله هذا ولقد طوعت إمكانيات مادية مهولة لنشر هذا الفكر المغلوط هذا ولقد كان للإعلام المأجور المشترى الدور القوى في التضليل وبث الأفكار العدوانية المسمومة..من هنا يجب أن نوقف أصحاب الفكر المسموم ولا نسمح لهم باعتلاء المنابر والجلوس للناس، ويجب أن نعطي الفرصة لأصحاب الفكر المعتدل المستنير لكي يصححوا المفاهيم والفتاوى الخاطئة المغلوطة والمغرضة، ويجب تنشيط دور الأزهر والأوقاف في الدعوة في كل الأماكن في المدارس والمعاهد والجامعات والنوادي والنقابات والمؤسسات، هذا ويجب تطهير الأزهر وجامعاته ممن اخترقوه من هؤلاء المشاركين لأصحاب المؤامرة..نعم فقد تم اختراق الأزهر والأوقاف في الفترة الحزينة التي مرت بها مصر في زمن الإخوان ومرسي، بل يجب تطهير كل مؤسسات الدولة منهم، وكلنا يعلم أنهم قد غرسوا أظافرهم في مفاصل الدولة في فترة حكمهم الكئيبة، هذا ويجب إعادة صياغة المناهج الدينية التي تدرس بصياغة جديدة يقدم فيها الفكر الديني الصحيح المعتدل والخالي من التعصب والتشدد والغلو مع المتابعة الجيدة لكل ما يقدم في وسائل الإعلام بصوره المتعددة المرئي والمسموع والمقروء، مع متابعة أئمة وخطباء المساجد والزوايا وإيقاف ومحاسبة كل صاحب فكر مريض خاطئ، حفظ الله مصر وشعبها بنسيجه الواحد من كل شر وسوء..ورحم الله شهداءنا والهم ذويهم الصبر والرضا ..وفي الختام المعركة لم تنته بعد..
مشاركة :