مناقشة «حطب سراييفو» في «الملتقى الأدبي»

  • 5/2/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

رواية «حطب سراييفو» كانت موضوع النقاش بمشاركة الكاتب الجزائري الشاب سعيد خطيبي في حلقة افتراضية نظمها أول أمس صالون «الملتقى الأدبي» بإشراف مؤسسته أسماء صديق المطوع، وقد جاءت رواية خطيبي ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية. في بداية الحلقة رحبت المطوع بالكاتب الضيف قائلة: يسعدنا أن نعقد الجلسة بإشراف دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، وكل الشكر لهم لعقد هذا اللقاء المهم. ونجتمع لنحتفي معا بقراءة رواية «حطب سراييفو» وما تكشف فيها من هول الحروب، وتأثيرها على حياة الناس العاديين الناجين منها، ليأخذنا الكاتب سعيد خطيبي للتأمل في أحداث المكان الآخر، حيث تنفتح الرواية على وجع التاريخ من كوارث الحرب والقتل والدمار. وبدورها تحدثت جميلة خانجي التي أدارت الحوار مقدمة لمحة موجزة عن سيرة الكاتب الأدبية، وأشارت إلى أن رواية «حطب سراييفو تعبر بنظرة بانورامية عن مآسي الحرب وويلاتها، مشيرة إلى أن الرواية جسدت الأخوة في الألم والهوية اللقيطة والأمل الضائع والقواسم المشتركة بين الإنسان رغم بعد المسافة، لأن الألم متشابه بين البشر في البؤس والقهر، مبينة أن الحطب الذي يضرم نيرانه البشر ووقودها هم البشر أنفسهم. ثم سألت خطيبي: لماذا هذا الكم المكثف من المآسي؟ أجاب الكاتب أن الرواية غير التاريخ، الرواية تأملات كما يقول ميلان كونديرا، وهي تثير الأسئلة وتعيد طرحها. وأوضح مؤكدا: ما قمت به في «حطب سراييفو» هو أيضا تأملات، ومنذ البداية لم أذهب نحو تاريخ المهزومين أو الضحايا، ولم أكتب أيضا عن تاريخ المنتصرين في أي صراع. وبالنسبة لي، أي حرب هي خسارة. وأضاف: أردت أن أكتب عن الناجين من الحرب، هؤلاء الذين خرجوا من الحرب لا هم أبطال ولا هم ضحايا، لكنهم لم يشفوا من تبعات الحرب وبقاياها في أنفسهم وفي حياتهم، وبالتالي هذا الوجع والألم والخوف الذي يسكن الناس بعد الحرب ربما يشعر به ناس كثيرون، لأننا بعد الحرب نشعر أن الحرب انتهت ولكن ننسى أن تبعاتها من الخوف ومن حالات نفسية تبقى، وبالتالي تبقى الحرب مستمرة ما دام الأشخاص الذين عايشوها مستمرين في الحياة. وأوضح الكاتب أنه يكتب عن الناس المنسيين في هذا العالم، دون اعتبار لبلد أو عرق أو أي انتماء أيديولوجي. ولفت إلى أن اهتمامه الأساسي بالحدث ودراسته بعمق ثم يطلق الخيال لاختيار الشخوص المناسبة للتعبير عن ذلك الحدث. واختتم حديثه مشيداً بما تقوم به دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي وما تقدمه جائزة البوكر العربية للثقافة والكتاب الشباب.

مشاركة :