مناقشة «أرجوك اعتنِ بأمي» في «الملتقى الأدبي»

  • 11/17/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فاطمة عطفة (أبوظبي) كانت رواية «أرجوك اعتنِ بأمي» للكاتبة الكورية كيونغ سوك شين، موضوع النقاش في صالون الملتقى الأدبي، أول من أمس، وتناول النقاش أهمية الأم ومكانتها في الأسرة، من خلال أم لم تتمكن من الصعود مع زوجها إلى القطار الذي غادر المحطة، ولم يفلح الزوج في العثور عليها. وعلى الرغم من البحث والإعلان عن ضياعها، تنتهي الرواية من دون أن ترجع أو يعرفوا عنها أي شيء، خاصة أن الأب كان يحمل حقيبتها، أي أنها كانت بلا أوراق تثبت شخصيتها، وهي امرأة ريفية ولا تعرف القراءة والكتابة. وبدأت خيوط الأسرة وعلاقة أفرادها ببعضهم بعضاً تنكشف من خلال مناقشات أبنائها، ويتبين للقارئ أن علاقة الأب لم تكن جيدة مع الأم. فيما أخذ كل واحد من الأولاد يراجع نفسه ويتذكر أحاديثه وتصرفاته مع أمه، مستعيداً تضحياتها وعملها في الزراعة والأشغال اليدوية والطبخ وبيع المنتوجات الحيوانية، وتحملها للألم في سبيل هناء وسعادة أولادها الذين لم يعرفوا قيمة هذه الأشياء إلا بعد ضياعها. تباينت الآراء حول مستوى الرواية، بعض المداخلات رأت أنها عمل أدبي عادي ويمكن أن تحدث في أي مجتمع، وبعض الآراء أكدت أنها جيدة وتدعو إلى ضرورة التفاهم والتعاون بين الأهل وبناء علاقات ودية جيدة في الأسرة والمجتمع. وأشارت أسماء المطوع إلى أهمية التحدي في الحياة، حيث قابلت الأم معاملة الأب السيئة بالتغاضي والاهتمام بأعمال الزراعة والبيت وتوفير وسائل العيش الكريم للأولاد جميعاً، بغض النظر عن تصرف والدهم. وبهذا تقدم للقارئ شيئاً مهماً عن محبة الأم فهي تعطي من دون مقابل، وتبين لنا أننا نحن البشر لا نشعر بقيمة الأشياء إلا بعد أن نفقدها، فالرواية صرخة تدعونا إلى أن نكافئ ونهتم بمن نحب في حياتهم وقبل أن نفتقدهم. هذه أول رواية كورية تناقشها عضوات الملتقى، وهي مكتوبة بضمير المخاطب، وكأن الكاتبة تتحدث إلى نفسها، وهذا الأسلوب كان محط إعجاب بعض الحاضرات فيما انتقدته أخريات. لكن المتحدثات اتفقن على أن هذا العمل الروائي يداعب المشاعر الإنسانية أكثر من كونه عملاً أدبياً متميزاً، إضافة إلى أنه يضيء على المكان والعادات والتقاليد والطقوس الاجتماعية الموجودة في كوريا. يشار إلى أن الرواية مؤلفة من ثلاثة فصول وخاتمة، وتقع في 200 صفحة من القطع المتوسط، وهي من ترجمة أفنان محمد سعد الدين، من منشورات «الدار العربية للعلوم ناشرون».

مشاركة :