عندما نريد التحديد فنحن أمام سجل يجمع بين دفتيه مجموعة من التراجم لرواد المسرح في مراحله الأولى وفيما تلاها، حتى وقتنا هذا، التى ازدحمت بالأحداث الفنية والاجتماعية، وتخللت خلالها حياة المسرح العربى عامة والمصرى خاصة، التى تسير بدافع من التطور المحتوم، وتكتسب أرضا جديدة بالوعى العربى، الذى لم يشغله فن التمثيل في الكثير أو القليل، فقد خرجت من تحت عباءة خشبته العديد من الفرق المختلفة، التى ساهمت بشكل كبير في خلق جيل واعٍ بالفنانين، والمخرجين، والكتاب، حتى أصبحوا أحد رموز الحركة المسرحية في مصر والوطن العربى.«البوابة نيوز» تستكمل هذا العام الباب الخاص بعنوان «فرق منسية» على مدى 30 ليلة من ليالى رمضان الكريم، والذى طرحته في رمضان الماضى، يلقى خلالها الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة في تاريخ المسرح، وذلك من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدموا خلالها مواسم مسرحية لاقت نجاحا كبيرا داخل مصر وخارجها، فقد توقفت نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم باقية وخالدة رغم الرحيل. قال المؤرخ المسرحى الدكتور عمرو دوارة، إن الفنانة تحية كاريوكا، كونت هذه الفرقة مع زوجها المؤلف والمخرج والممثل فايز حلاوة، في ١٩٦٢، وقدمت من خلالها حتى عام ١٩٨٢ أكثر من عشرين مسرحية اجتماعية، وسياسية، ومن أهمها «بلاغ كاذب»، «شفيقة القبطية»، «حارة الشرفا»، «لوكاندة شهر العسل»، «قهوة توتة»، «عفريت الست شوقية»، «حضرة صاحب العمارة»، «شباب امرأة»، «روبابيكيا»، «البغل في الإبريق»، «أوراق رسمية»، «القنطرة»، «أم العروسة»، «التعلب فات»، «ياسين ولدى»، «علاقات عامة»، «كدابين الزفة»، «نيام نيام»، «يحيا الوفد»، «الباب العالى»، «شقلباظ»، وغيرها وأغلبها من تأليف وإخراج وبطولة فايز حلاوة، وشارك في بطولة هذه المسرحيات نخبة من نجوم السينما، والمسرح، من بينهم: «محسن سرحان، عماد حمدى، محمود المليجى، صلاح ذو الفقار، ليلى طاهر، عبد الغنى قمر، صلاح منصور، عبد العظيم عبد الحق، أنور محمد»، وغيرهم.وأضاف دوارة، أن هذه الفرقة كان لها الفضل في اكتشاف عدد من الوجوه الجديدة في مقدمتها: «أمين الهنيدى، نادية الجندى، نبيلة عبيد، سهير البارونى، سامى سرحان، رجاء الجداوى، حسن حسين، وحيد سيف، أحمد حلاوة، سيف الله مختار، يوسف رجائى».وأوضح دوارة، أن الفرقة قدمت بعض النصوص لمؤلفين آخرين بخلاف فايز حلاوة ومن أهمها: «شباب امرأة» من تأليف أمين يوسف غراب، «أم العروسة» من تأليف عبد الحميد جودة السحار، «شفيقة القبطية» تأليف جليل البندارى، «قهوة التوتة» عن قصة (الخوف) للأديب العالمى نجيب محفوظ، كما أخرج لها فقط بخلاف فايز حلاوة المخرج كرم مطاوع، الذى قام بإخراج مسرحية «ياسين ولدى» في ١٩٧٠، وذلك بعد وفاة الزعيم جمال عبد الناصر.
مشاركة :