لوحة حائطية لهواة الواسطة والوسطية | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 6/25/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أُحبُّ كِتَابة بَعض الأفكَار في «تويتر»، ثُمَّ الاستمَاع إلَى صَدَاها بَين المُغرِّدين والمُغرِّدات، وأَجسّ نَبضهم، وأَتتبّع آرَاءهم، العَشوائيّة مِنها والمُنضَبِطَة، خَاصَّة وأنَّ كَثيرًا مِن الآرَاء التي أقرَأها، تَكون لأُنَاس لَا أَعرفهم، وأحيَانًا بأسمَاء مُستعَارة، وهَذا الأَمر يَجعل للمِصدَاقيّة حَيّزًا كَبيرًا، لأنَّها تَأتي مُجرَّدة مِن المُجَامَلَة، وعَاريَة مِن المَديحِ الزَّائِف..! مَثَلاً: قَبل أيَّام كَتبتُ تَغريدة عَن «الوَاسطة»؛ التي أَنْهَكَت البلَاد والعِبَاد، وجَاءت التَّغريدة عَلى شَكل #نَاصية تَقول: لمَاذا نَستخدم «الوَاسطة» في مَصالحنا، ولَا نَستخدم «الوَسطيّة» في أفكَارنا؟.. فجَاءت التَّغريدَات مُختلفة المَذَاقَات، مُتعدّدة الاتّجَاهَات، مُتنوّعة الاختلَافَات..! فالمُغرّد «عمر الحازمي» -مَثَلاً- لَا يَرى عَيبًا في الوَاسطة، وكَأنَّه يُطالب بتَقنينها، وأنَّه لَا غِنَى عَن الوَسطيّة في الأفكَار، حَيثُ يَقول: (الوَاسطة جيّدة إذَا لَم تَكُن عَلى حِسَاب حقُوق الآخرين، أمَّا الوَسطيّة فهي تُحقِّق أَفضَل مَردود لأفكَارنا)..! ثُمَّ جَاء مُغرِّد رَمَزَ إلَى نَفسه بـmm‏ قَائلاً: (أنتَ لَولا الوَاسطة مَا كَان هُنَاك «يَا هَلا بالعَرفج»).. وكَأنَّني أَدْفَع المَال لقنَاة روتَانَا، لتَفرض بَرنَامج «يَا هَلا بالعَرفج» عَلى ذَائِقة المُشَاهدين، ولَيست روتَانَا هي التي تَدفع المَال لاستمرَار البرنَامج..! أمَّا تَغريدة «سلطان الفراج»، فقَد حَمَلَت تَساؤلاً مُحبطًا حَول «الوَاسطة»، يَقول فِيهِ: (لمَاذا نَستخدمها وهي التي بالضَّرورة تُفيد طَرفًا وتَضرُّ آخر، ونَحن في مُجتمع يَزعم أفرَاده؛ أنَّه الأكثَر التزَامًا وتَمسُّكًا بالإسلَام؟)..! ونَفَى المُغرّد «أبويزيد» ‏الشُّبْهَة عَن «الوَاسطة»، مُعتبرًا في -نَفس الوَقت- مَفهوم «الوَسطيّة» في الأفكَار؛ دَخيلاً عَلى مُجتمعنا، حَيثُ قَال في تَغريدته: (الوَاسطة هي الشَّفَاعة التي تُعتبر مِن مَوروثاتنا، أمَّا الوَسطيّة في الأفكَار، فهي جَديدة عَلى مُجتمعنا الصَّحراوي المُنغلق، ويَلزمنا وَقتْ طَويل لنَفهمه.. وسَبَب تَنَامي ظَاهرة الوَاسطة، هو عَدم تَطبيق الأنظمَة عَلى الجَميع)..! وأَخيرًا، عبّر المُغرّد «سعد الدوسري» عَن تَأييده للنَّاصية، حَيثُ قَال: (صَحيح كَلَامك يَا عَامِل المَعرفة.. أنَا أُعَاني مِن هَذا المَوضوع حَاليًّا في عَملي)..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ نُذكِّر أنَّ الوَاسطة -أيًّا كَان شَكلها ولَونها ومَذَاقها- هي مِن الأمُور التي تَضرُّ بالمُجتمع، وتُصيبه بالإحبَاط، لأنَّها باختصَار تُقدّم السّيئ، الذي يَجد مَن يَتوسّط لَه، وتَحْرم الجيّد الذي لَا وَاسطة لَه إلاّ الله، أمَّا الوَسطيّة، فمَن يُكثر الحَديث حَولها، فهو يُعاني مِن شُحٍّ فِيها، لأنَّها مُمَارسة فِعليّة، لَا عَلاقة لَها بالادّعَاءَات اللَّفظيّة..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :