دَارَ الجَدَل بَيني وبَين مَجموعة مِن القَوميّين؛ حَول الزَّعيم "جَمال عبدالناصِر" وأدوَاره السياسيّة، ومِثل هَذا الزَّعيم لا يُمكن أن يُختصر في سَطر، حَيثُ كُتِبَت عَنه عَشرَات الكُتب، ولَكن شَابًّا مِثلي -حلوة شَاب هذه- لَم يُدرك عَهد "عبدالناصر"، وإنَّما جَاءه شَيءٌ مِن غُبَارهِ و"عجَاجه"، وذِكره "الطيّب"، وضُبّاطه الذين يُسمّون أحرَاراً، وهُم لا يَملكون الحرِّية، فَضلاً عَن مَنحها لشعُوبهم..! ولَو أردنَا تَبسيط الأمر لقُلنا: إنَّ كُلّ الأنظمَة التي سَقطت في الرَّبيع العَربي، وانقَلَبَت عَليها شعُوبها، هي مِن تَرِكَة "عبدالناصر" ومُقلّديه، فلَو أخذنَا مثلاً "معمّر القذّافي"؛ الذي رَبَضَ عَلى قَلب شَعبه أربعين سَنَة، حِين "وهّقه" عبدالناصر وقَال لَه: (يَا معمّر أرَى فِيك شَبَابي وأنتَ حَارس القَوميّة)، وقَدّمه كمُتحدّث في أكثَر مِن مُناسبة..! وفي الجَانب الآخَر نَجد أنَّ الزَّعيم اليَمني "علي عبدالله صالح"؛ هو مِن تَرِكَة وامتدَادَات "عبدالناصر" الدِّكتَاتوريّة، كَمَا أن "صَدّام" مَا هو إلَّا مُقلِّد رَديء لسيَاسة "عبدالناصر" في إدَارة البلَاد والعبَاد..! ولَو نَظرنَا إلَى مِصر نَفسها، لوَجدنا أنَّ "أنور السادات" المَقتول، والرَّئيس المَخلوع "حسني مُبارك"، كَانا مِن تَرِكَة "عبدالناصر" وثَروته القَوميّة المُلطَّخَة بالقَمْع والإقصَاء..! ولَو نَظرنَا إلَى سُوريا ومَا يَجري فِيها، فهِي امتَدَادٌ أيضاً لأفَاعيل وحمَاقَات "عبدالناصر" ومَدرسته؛ التي لَم تُعلِّمنا إلَّا الانقلابَات العَسكريّة..! ويُقال: إنَّ الرَّئيس "حافظ الأسد"؛ كَان اسمه "حافظ الوحش"، وقَد غيّر اسمه إلَى "حافظ الأسد" نزولاً عند رَغبة "عبدالناصر"، وليّته لَم يَفعل ذَلك -إنْ صَحّت الرّواية- لأنَّه زوّر التَّاريخ، حَيثُ مَازلنا نُعاني مِن وَحشيته، حتَّى يَوم النَّاس هَذا..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: هَذه نَبذة سَريعة ومُهذّبة ومُشذّبة مِن آثَار "عبدالناصر" السياسيّة، ومَن لَم يُدرك عَهده مِن العَسكَر المُستبدّين؛ قلّده كامتدَاد لمَدرسته "المجنزرة".. أقول ذَلك بكُلِّ شَجَاعَة، وليَفعل المُخَالفون لهَذا الرَّأي مَا يُريدون..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :