كشفت مؤسسة «المركز» الاقتصادية الكويتية عن التحويلات المالية التي حوّلتها العمالة الأجنبية المقيمة في الخليج العربي إلى بُلْدانها في عام ٢٠١٤م!. ما يهمّني أكثر هو التحويلات من المملكة، إذ بلغت نصيب الأسد خليجيًا، ومقدارها ٤٤ مليار دولار، أو ١٦٥ مليار ريال!. هذا في عام واحد فقط، فما بالكم بمجموع الأعوام الماضية والمقبلة؟ لا شكّ أنه متعاظم لدرجة الخيال، دون مردود مهم على المملكة في ظل قلّة الأنظمة التي تشجّع على بقاء جزء مُعتبر من هذه الأموال بالاستثمار المحلي أو بالاقتناء وغيره!. أمريكا التي هي الدولة الأقوى اقتصاديًا في العالم، والتي ليست في حاجة ماسّة لتحويلات الأجانب المقيمين فيها شرّعت من الأنظمة ما خفض مجموع التحويلات منها إلى ما نسبته ٧ في الألف من إجمالي الناتج المحلي، أمّا نحن فتبلغ هذه النسبة أكثر من ٦ في المئة، وهو دليل واضح على حاجتنا لابتكار أنظمة مماثلة!. هذا ما أراه أنا، أمّا الست شهرزاد فعندما أدركها الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت: إنّ معظم التحويلات هي من العمالة المنزلية، كالشغالات والسائقين، والعمالة اليدوية، التي لولا حِرْص الكثير من السعوديين على الراحة الزائدة عن اللزوم، وعزوف الشباب عن الأعمال اليدوية، لما وفدت العمالة أصلًا بعددها الكبير، ولما حوّلت تحويلاتها بحجمها الهائل، والكرة الآن في ملعب السعوديين إمّا أن يُفضّلوا استمرار الراحة مع قول «باي باي» لـ ١٦٥ مليار ريال تقريبًا كلّ سنة، والعدّاد شغّال لا يملّ ولا يفتر، وإمّا أن ينفضوا غبار الراحة ويُبقوها جُلّها إن لم يكن كلّها داخل الوطن، فهو وهم بها أوْلى!!. @T_algashgari algashgari@gmail.com