ألقى رئيس الوزراء العراقي المكلف، مصطفى الكاظمي، كلمة في مجلس النواب قبيل التصويت على تشكيلته الحكومية لنيل الثقة. وفي معرض كلمته، قال الكاظمي، “لقد تشرفت بتكليفي تشكيل حكومة لمرحلة انتقالية تحيط بها أزمات ضلت تعيد إنتاج نفسها وتتراكم سلبياً منذ الاطاحة بالنظام الاستبدادي عام 2003. وأكد الكاظمي، إن العراق يمر بمرحلةٌ صعبةٌ، في ظل تحديات كبيرة، اقتصادياً وأمنياً وصحيّاً واجتماعياً، لكنها ليست اكبرَ من قدرتِنا على التصدي لها ، فنحن معاً كعراقيين أصلاء من البصرة إلى كردستان، ومن النجف الى الموصل، قادرون على حماية بلدنا. وجدد الكاظمي في معرض كلمته، تعهده بسعي بلاده إلى إقامة علاقات الأخوَة والتعاون مع الأشقاء العرب والجيران والمجتمع الدولي، والساسة العراقيون في امس الحاجة للاصغاء الى صوتِ أهلِنا وشبابِنا على امتداد الوطن والى مطالبهم المشروعة. كما أوضح أن هذه الحكومةُ جاءتِ استجابةً لأزمة اجتماعية واقتصادية وسياسية لتكون حكومةَ حلٍّ، لا حكومةَ أزمات. وأردف”:لست في وارد توزيع المسؤوليات عما نحن فيه, فالمهم تظافر جهودنا جميعاً والاعتماد على يقظة شعبنا وارادته في التغيير لتجاوز الازمة التي تفاقمت خلال الفترة المنصرمة»، وسأسعى قدر ما أستطيع وما القى من دعم وتفهمٍ للصعوبات وتذليلها لإنجاز مهام المرحلة الإنتقالية بأسرع ما يمكن ، اذا ما قمنا معاً بتأمين كل المتطلبات القانونية والمادية والسياسية”. وتابع”:«فانني لن اسمح لنفسـي بالإستفاضة في تقديم برنامج حكومي كبير ، يثير الالتباس في أنني افكر بإطالة المرحلة الانتقالية بأي شكل كان» . واشار الكاظمي، إلى أنه من هذا المنطلق وضع مهمة أساسية امام حكومته وهي المطالب الشعبية الحقيقية، التي نالت الاستجابة منكم، بالتحضير للانتخابات المبكرة، وكذلك لتمهيد الطريق أمام انتخابات نزيهة، يجب قبل كل شئ تأكيد سيادة الدولة في كل المجالات وفقاً للدستور، وفي المقدمة حصر السلاح بيد الدولة وقواتها المسلحة و بإمرة القائد العام للقوات المسلحة، وعدم تحويل البلاد الى ساحة لتصفية الحسابات ومنع استخدام ارض العراق للاعتداء على الاخرين. واستكمل الكاظمي حديثه بأنه وضع البرنامج الحكومي تحت تصرفكم ، بعد الاخذ بالاعتبار الملاحظات الواردة منكم. وقال إن المهام المطروحة للحكومة تشمل العمل على ايجاد الموارد المطلوبة كأولوية لمواجهة وباء كورونا وما يتطلب من تعاون ودعم من منظمة الصحة العالمية والهيئات الدولية المعنية. وستتعهد الحكومة بكفالة حرية التعبير وحماية المتظاهرين السلميين وساحاتهم, والتعاون معهم لمحاصرة كل من يريد الاساءة لسلمية الاحتجاج، وملاحقة المتورطين بدم العراقيين. كما أكد أن الحكومة سوف تبذل جهداً استثنائياً ، لإبجاد موارد للتخفيف مما يعانيه المواطنون من بطالة ونقصٍ فاضح في الخدمات، وإيجاد موارد تغطي رواتب العاملين والمتطلبات الضـرورية للدولة، ومواجهة الفساد بحزم بكل الامكانات القانونية . ولفت الكاظمي إلى أن الحكومة ستعمل على معافاة الحياة السياسية وايجاد اطار يجمع جميع القوى والاحزاب والمنظمات المهنية والمتظاهرين والاتحادات النقابية والحركة النسائية والاهتمام بمشاركة من لا تمثيل له في الحكومة عبر لقاءات تشاورية تعزز عمل الحكومة وتعزز كل اشكال التعاون لتصفير الازمات التي تواجهها البلاد. وأوضح أنه حكومته ستعمل أيضا على ترسيخ العلاقة والتعاون بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان وفقاً للدستور، وستتشاور معكم كلما واجهتُ صعوبة أو اشكالية، واذا اقتضىـى الامر ساكون امام مجلسكم الموقر لاضعكم في صورة ما احتاج من عون ومشورة .
مشاركة :