يُشكّل شهر رمضان المبارك موسماً مهماً للمزارعين وللشركات الزراعية المحلية، حيث تجد المحاصيل الزراعية المحلية طلباً متزايداً مع قرب دخول الشهر الكريم وهكذا يستمر حتى نهايته، ويعزي الكثير هذا الطلب المتزايد إلى أن المحاصيل المحلية تجد عناية كبيرة وجودة في المواد المستخدمة في العمليات الزراعية في التسميد أو الحصاد وغيرها، كما أن محاصيلنا تتمتع بمذاق طيب ومميز لا سيما أن بعض الأطباق الرمضانية التقليدية أو الشعبية تقوم على ذلك المحصول البلدي. ومع دخول شهر رمضان يعرض المزارعون في الأحساء منتجات مزارعهم في الأسواق اليومية الشعبية في الفترة الصباحية، وفي المواقع القريبة من مزارعهم، أو في مواقع كثيرة في واحة الأحساء، إلاّ أن هذا العام وفي ظل جائحة كورونا (كوفيد 19) ومع الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة فقد حدث تغير كبير في نمط التسويق، حيث قامت أمانة الأحساء وبالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة ممثلة في هيئة الري والصرف مشكورين بتخصيص مواقع محددة موزعة جغرافياً على واحة الأحساء ووضعت عليها مظلات الحماية من الشمس، فمكّنت المزارعين من عرض منتجاتهم الزراعية بالقرب من مزارعهم، والتي بدورها قصدها المستهلك لرغبته في شراء المحصول البلدي للأفضلية التي يراها في تلك المحاصيل. وأكد لـ"الرياض" عدد من المزارعين على أن شهر رمضان المبارك يمثل بالنسبة لهم موسماً مهماً نظراً لتزايد الطلب على المحاصيل الزراعية الوطنية - الأحسائية - مثل الباميا، الطماطم، الكوسة، الثوم، البطيخ الحساوي وغيرها الكثير، مبينين أن الزراعة عملية مكلفة مادياً حيث فواتير الكهرباء وأجور العمالة، وفي ظل التنافس الشديد للمنتج المحلي من المستورد فإن الزراعة عملية مكلفة، لذا فهم في أمس الحاجة لموسم مثل رمضان يعوضهم نسبياً ما تكبدوه من خسائر مادية كبيرة. بدوره أوضح المهندس صادق الرمضان - رئيس اللجنة الزراعية بغرفة الأحساء ومستثمر في القطاع الزراعي - أن شهر رمضان يمثل موسماً مهماً للقطاع الزراعي لتسويق منتجاته المحلية، حيث يفضل الكثير من المجتمع السعودي الخضار المنتجة محلياً لمذاقها المميز، وأشار إلى وجود دورة تكون في بداية رمضان ووسطه ونهايته، حيث يرتفع الطلب بشكل كبير قبل يومين من دخول الشهر الفضيل وهكذا يستمر حتى قرب المنتصف، حيث يتراجع الطلب بشكل واضح، ليعود مرة أخرى ويرتفع في نهاية الشهر مع قرب حلول عيد الفطر المبارك، مستدركاً أن الطلب على فاكهة "الجح" والشمام يظل محافظاً على ارتفاع لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة. ولفت إلى أنه وفي أزمة كورونا هذا العام وما صحبها من إجراءات تتعلق بالاستيراد وعدم وضوح الأمور ومعها قلة استيراد الخضار والفاكهة في بداية الجائحة أدى لارتفاع الأسعار، لكنها سرعان ما تراجعت واستقرت مع وفرة المنتجات الزراعية المحلية ومع عودة الاستيراد من جديد.
مشاركة :