آيت ميهوب: الرومنطيقية تيار في الأدب والفلسفة

  • 5/9/2020
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

حل الكاتب والمترجم التونسي الدكتور محمد آيت ميهوب ضيفاً على الجلسة الثالثة ضمن سلسلة الجلسات الحوارية الافتراضية المباشرة التي تنظمها جائزة الشيخ زايد للكتاب، بالتعاون مع صالون الملتقى الأدبي لتكريم الفائزين بدورتها الرابعة عشرة لعام 2020.وقدمت الجلسة أسماء صديق المطوع، مؤسسة ورئيسة صالون الملتقى الأدبي، وأدارتها الدكتورة هناء صبحي المترجمة وأستاذة اللغة والأدب الفرنسي في جامعة السوربون في أبوظبي، التي وصفت هذا الحوار الافتراضي بالعابر للحدود، والقادر على مواصلة بناء جسور الترابط المعرفي متجاوزاً تحديات العزل بكل مظاهره.وفي بداية الحوار الذي دار حول ترجمة ميهوب لكتاب «الإنسان الرومنطيقي» من الفرنسية إلى العربية، تحدث الضيف عن بدايات ظهور الحركة الرومنطيقية وقال: «ظهر الرومنطيقيون في ألمانيا وشكلوا تيار العاصفة والاندفاع الذي بدأ بالانتشار ووجد ليس فقط في كتابات نوفاليس والأخوين شليغل، وجان باول؛ بل توسع ليصل إلى إنجلترا وفرنسا ويتخذ الطابع الأدبي، وأصبحت الرومنطيقية تكاد تتماهى مع كل الكتابات الأدبية، ثم انتشرت في بقية العالم إلى أن وصلت إلى الأدب العربي مع كتاب المهجر، لاسيما مع جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وإيليا أبوماضي، وفي تونس مع أبو القاسم الشابي».وأضاف: «الرومنطيقية حسب جورج غوسدورف ليست تياراً أدبياً فحسب؛ وإنما هي أوسع من ذلك بكثير، فهي تيار في الأدب والفلسفة والفكر وفي الوجودية أيضاً، في وجود الذات الأنا في النفس والأنا في العالم.. فالرومنطيقية وإن كان مؤرخو الأدب يعتبرونها ماتت تقريباً في أواسط القرن التاسع عشر، إلا أنها في الحقيقة تواصلت فيما بعد مع كل مسعى إنساني يدافع عن الفرد والذات الإنسانية ووجودها».وعن الترجمة بشكل عام قال الدكتور ميهوب: «أي ترجمة جادة لابد أن تكون ثرية من ناحية الحواشي وتقاس الترجمات من هذه الزاوية المعرفية التي قدمها المترجم للقارئ، ويجب أن تساعده على تيسير المعاني المطروحة وتعين غير المختص على فهم هذه المادة المعرفية. والترجمة أفعال عديدة في فعل واحد، وهي نقل نص من لغة إلى لغة أخرى، وهي تأويل، وهي أيضاً نوع من نشر المعرفة».وفي ما يتعلق بنهاية الرومنطيقية مع بروز العالم الافتراضي قال ميهوب: «كما قال الأديب الفرنسي ميشيل بوتور، كلنا رومنطيقيون وإن لم نكن رومنطيقين في أدبنا فنحن رومنطيقون في أفكارنا، وإن لم نكن كذلك في أفكارنا فنحن رومنطيقيون في نمط حياتنا، لذلك في رأيي الرومنطيقية طريقة في الوجود والحضور، وما دام يوجد روح في الإنسان وتوق لتغيير العالم وللإبداع ستبقى النزعة الرومنطيقية حاضرة». (وام)

مشاركة :