السناني.. أيقونة - المحامي/ يعقوب المطير

  • 5/11/2020
  • 00:00
  • 102
  • 0
  • 0
news-picture

فجأة وبدون مقدمات دخل علينا نجم وأيقونة مؤثّرة في شهر رمضان الحالي، مكتسحاً الساحة الرياضية بتغريدات رياضية، وهو الأستاذ عبدالإله السناني «نجم الكوميديا والدراما « في السعودية، حينما غرَّد بتغريدة في إحدى منصات التواصل الاجتماعي» تويتر»، يتغنّى بها بفريقه «الهلال» بطل دوري أبطال آسيا مؤخراً، مستخدماً طريقته الكوميدية في إيصال رسالة التوعية لمتابعيه بالالتزام في البيت أثناء حظر التجول الجزئي، وداعياً لهم بتحمّل المسؤولية للحد من تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، مقترنة رسالته التوعوية بلقطات من المباراة النهائية من مباراة دوري أبطال آسيا التي جمعت بين الهلال السعودي وأوراوا الياباني في اليابان في 24 نوفمبر من عام 2019م، بحيث لاقت التغريدة انتشاراً واسعاً في السعودية وتجاوزت حاجز العشرين ألفاً من إعادة الرتويت، ومشاهدتها أكثر من 2 مليوني شخص، وتبعتها تغريدات رياضية أخرى، كانت محل نقاش للكثير من المتابعين في الوسط الرياضي. فعند التعريف عن عبدالإله السناني فهو أستاذاً أكاديميًا يعمل كعضو في هيئة التدريس في إحدى الجامعات السعودية المرموقة منذ أكثر من عشرين سنة، في تخصص الأحياء الدقيقة الذي يُعنى بعلم الميكروبات، إذ يختص بدراسة علم الأحياء الدقيقة مثل الفطريات والبكتيريا والفيروسات والقضاء عليها، وهذا علم مهم جداً وتحديداً في الوقت الحالي، في ظل العالم يعيش متأثراً تحت أزمة جائحة فيروس كورونا- كوفيد19- التي اجتاحت العالم بأكمله، بحيث المتخصصون في هذا العلم يدرسوا نشأة هذا النوع من الفيروس، وكذلك آلية وطريقة القضاء عليه، لذا هنا تكمن أهمية هكذا نوع من التخصصات في الوقت الحالي، إضافة إلى عمله في المجال الفني في شقيه «الدراما والكوميديا» طيلة عشرين سنة ماضية، حينما أمطر علينا بأعمال ومسلسلات ما زالت مرتبطة بالذاكرة، ولا يمكن نسيانها من قبل الجمهور السعودي مثل أعمال طاش ما طاش وعيال قرية وأخيراً العاصوف، التي تحاكي وتعالج بعض قضايا المجتمع من خلال الكوميديا والدراما. و لكن من خلال التغريدات الرياضية القليلة التي تغنّى بها السناني بفريقه «الهلال» ونجومه وجماهيره العاشقة في الفترة الماضية، جعلت بعض المتعصبين والمتربصين، وكذلك الكارهين لفريقه «الهلال» فرصة للنيل من «السناني» والتعرّض إليه بالإساءة والتنمّر الإلكتروني والتهديد حينما وصل إلى أفراد أسرته، والاستهزاء بشخصه وتخصصه وعمله، وكذلك بمسيرته في الأعمال الدرامية والكوميديا في الفترة الماضية. فما تعرَّض له عبدالإله السناني من الإساءات والتنمّر الإلكتروني والتقليل من شأنه وعلمه وتخصصه، مما أدى إلى بعض منهم في الوقوع تحت طائلة المساءلة القانونية، فليس هناك أخطر من الدخول في الذمم وسوء الظن، عطفاً على ديننا الإسلامي الذي حث المسلم على عدم إساءة الظن بأخيه المسلم إلا بدليل قاطع لا يحتمل التأويل، حينما قال الله تعالى «اجتنبوا الكثير من الظن إن بعض الظن إثم»، لذلك ما حدث لـ»السناني» فهي حالة - بدون أدنى شك - تستحق الدراسة في وضع الوسط الرياضي من إعلام ومتابعين وانفلات في عدم تقبل آراء الآخرين، عندما يتغنّى البعض بفريقه المحبب، فكل شخص يمكنه التعبير عن رأيه في فريقه وميوله الرياضية دون الإساءة للآخرين أو تجاوز الأنظمة، ولكن ليس من المقبول أنك تقوم بالدفاع عن فريقك عن طريق النيل من الآخرين والاعتداء عليهم بالسب أو الشتم أو الاتهام أو التعرّض إلى الخصوصية وأفراد أسرته بسبب دفاعك عن فريقك أو إثبات أنك فريقك هو الأفضل، في ظل يجمعنا أمة واحدة في بلد واحد، تحكمه القوانين والأنظمة التي تكفل حرية التعبير في الرأي وكذلك حماية كرامة الإنسان وصيانتها وعدم التعرّض إليها، فمتى يتوقف المتعصبون في الوسط الرياضي عن هذه الإساءات، ونستمتع بلعبة كرة القدم التي لا تحتاج إلى هذا الكم الكبير من التشنّج والتوتر.

مشاركة :