استؤنفت بعض الدوريات العالمية بعد توقفها بسبب أزمة فيروس كورونا التي اجتاحت العالم مؤخرًا، ولكن الذي يعنينا تحديدًا هو عودة الدوري الألماني العريق للركض من جديد بعد السماح له من قِبل الحكومة الألمانية مع اتباع الإجراءات الاحترازية؛ وهو ما يؤكد قوة الدولة الألمانية، وتقدمها في المجال الطبي والأمن الصحي، وقدرتها على احتواء الفيروس والقضاء عليه، وكذلك التكيُّف مع هذه الأزمة باتباع الإجراءات الاحترازية في ظل هذه الأوضاع الصعبة الذي يمرُّ بها العالم بأكمله من ازدياد عدد حالات فيروس كورونا إلى معدلات مرتفعة يوميًّا. كل هذه الدروس تمنحها ألمانيا بالمجان للمنظمات الرياضية في العالم أجمع. ولكن، على أية حال، رجعت لنا كرة القدم بعد أزمة كورونا، لكن عودة الدوري الألماني اختلفت كثيرًا بعد كورونا؛ فالعودة كانت بمدرجات خالية تمامًا، بدون الجماهير الألمانية التي كانت تسجِّل أكبر حضور جماهيري على مستوى الدوريات في العالم، وكذلك بدون بروتوكول في دخول اللاعبين إلى الملعب، وكذلك منع اصطفاف اللاعبين أثناء دخولهم إلى أرضية الملعب، وكذلك منع السلام والتصافح بالأيدي، وإجراء القرعة من قِبل حكم الساحة بشكل متباعد، ومنع اللاعبين من البصق على أرضية الملعب أثناء المباراة، وكذلك الالتزام بالتباعد الاجتماعي أثناء الاحتفال بإحراز الأهداف، وإلزام الجهاز الفني واللاعبين في دكة الاحتياط بالتباعد الاجتماعي ولبس الكمامات، وأخذ اللقاءات الإعلامية مع اللاعبين عن بُعد وكذلك المؤتمرات الصحفية، مع الالتزام بفحص درجة الحرارة للاعبين قبل بداية المباراة. فلم تكن تلك كرة القدم ذاتها التي اعتدنا عليها بشغفها وحماسها وإثارتها الإعلامية قبل أزمة كورونا؛ فأصبحت كرة القدم بعد أزمة كورونا بلا طعم ولا لون ولا حماس، وبلا شغف، إنما تكاد تكون باهتة وهادئة. ويمكن أن تكون مملة بعض الأحيان بعد وضع كل تلك الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المتفشي حاليًا في العالم. ويبدو أن المؤشرات تشير إلى أن جميع الدوريات العالمية سوف تتبع الإجراءات التي يطبقها الدوري الألماني. و»الكتاب باين من عنوانه»؛ فنحن موعودون ربما بنسخة مملة من لعبة كرة القدم في الأيام المقبلة، أقول ربما؛ لذلك نتمنى أن تزول هذه الغمة، وينتهي هذا الفيروس بالقضاء عليه -بإذن الله- حتى تعود الحياة الطبيعية في كل العالم في جميع ميادين العمل، ومنها تعود لعبة كرة القدم ببساطتها وحماسها وشغفها كما اعتدنا عليه سابقًا. فاصلتان - نزفُّ آيات التهاني والتبريكات للأمة العربية والإسلامية كافة بمناسبة قدوم عيد الفطر المبارك، أعاده الله علينا وعليكم باليُمن والمسرات. - كما نبارك لسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بمناسبة مرور الذكرى الثالثة على توليه ولاية العهد، ونجدِّد له البيعة على السمع والطاعة.