للأمثال البدوية خصوصيتها في بنيتها، حيث تستقي تشبيهاتها واستعاراتها وكنايتها من البيئة البدوية، ومن خاصية الأمثال البدوية أن نطقها بلغتها أو لهجتها يمثل جزءا من قوتها وتأثيرها وتمثيل معناها في الذهن.وتواصل "البوابة نيوز" تقديم مجموعة من الأمثال البدوية على مدى شهر رمضان الكريم، مع التركيز على الأمثال المرتبطة بهذا الشهر من قريب أو من بعيد والتي اخترنا منها:"مطرح ما تمس أرس".وقال الكاتب الشيخ سلام مدخل سليمان، رئيس نادي أدب جنوب سيناء سابقا، وصاحب كتاب "الأمثال والمأثورات عند قبائل سيناء"، والملقب بشيخ المثقفين، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، اليوم الاثنين، "مطرح ما تمس أرس".. تمسي أي يحل عليك المساء، وكلمة أرس من الرسو أي توقف عن مواصلة السير، موضحا أن البدوي لا يفضل المشي ليلا فهو لا يأمن على نفسه وعلى راحلته من وعثاء الطريق فإذا ما حل المساء توقف عن مواصلة رحلته ليعد لنفسه وجبة العشاء يمنح راحلته عشاءها ثم ينام مبكرا ليبدأ بعد قسط من الراحة رحلة السير أي يبدأ المسر في الهزيع الأخير من الليل، والحكمة العربية تقول: " عند الصباح يحمد السري، وهذا المثل أول الأمثال الثلاثة التي أوصى بها رجل أحد الشباب في مقابل أن يأخذ منه جمله وهي على الترتيب مطرح ما تمس أرس - جس البحر بشارب غيرك - نم على ندم ولا تنم على دم، وارتحل الشاب ماشيا وكان كلما واجهه موقف تذكر مثلا من هذه الأمثال فعاد من رحلته بخير كثير.وأشار الشيخ سلام إلى أن البدوي عندما يريد أن يقدم النصيحة لأولاده أو لأحد أقاربه أن يبدأ بهذه العبارة " يا ولدي هالحين النصيحة ببلاش زمان النصيحة بقعود" والقعود هو الجمل الصغير وكلمة هالحين تعني هذا الحين أو هذا الزمان أو الآن.