عالمنا العربي جميل، وفيه «أكشن» طبيعي دون دراما أو مؤثرات صوتية.. مليء بالإثارة والتراجيديا الحقيقية.. تخرج شعوب في ثورات عارمة فمنها من أسقطت رئيساً لتخلق حالة من الفوضى، ومنها من تحولت أراضيها لحرب طائفية لأنه بكل بساطة لا توجد أجندة واضحة المعالم من ناحية ومن ناحية أخرى لا وجود لمؤسسات المجتمع المدني من نقابات وجمعيات منتخبة..! في سورية أيضاً ثار الشعب حتى يرحل الرئيس فرحل الشعب وبقي الرئيس، وأضحت الساحة السورية بيئة خصبة للإرهاب والتطرف من النظام وبعض الجماعات الإسلامية ولم تعد للإنسانية أي قيمة وصار وقودهم الأطفال والنساء والشيوخ. إنها الفتنة التي أطلت برأسها فأحرقت الأخضر واليابس في عالمنا العربي فعادت بعض دولنا العربية إلى القرون الأولى.. الشعوب العربية التي ابتليت بالثورات صارت غالبيتها تفهم بالسياسة والكل يريد تصدر المشهد السياسي فرأس المال بكل بساطة تشكيل حركة سياسية وإطلاق مسمى لها حتى لو لم يتجاوز أعضاؤها الخمسين! نعمة الأمن والأمان لا تعرفها سوى هذه المجتمعات التي افتقدتها بسبب جهل البعض ومغامرة البعض الآخر... الإمام أحمد بن حنبل يرحمه الله رغم تعذيبه وظلمه جاؤوا إليه يطلبونه بفتوى تكفير الحاكم حتى يثور الناس عليه فيقتلوه فرد عليهم «والله لو أن لي دعوة مستجابة لأدخرتها للحاكم»، أما اليوم فبعض مشايخ الدين هداه الله أصدر الفتاوى فعاش الناس في ظلم وقهر وقتل وكل الدماء التي سالت هي في رقابهم أمام الواحد القهار.. لا نجيز الظلم ولا نقبل بالطغيان، ولكننا في الوقت نفسه نتساءل هل البديل كان أفضل بالله عليكم؟ **** إضاءة: شركات السياسة للتجارة العامة والمقاولات يتجول أعضاؤها في ربوع أوروبا بينما الشعوب مغموسة بالدماء ومجتمعاتها صارت موحشة لا أمن ولا أمان... والله المستعان. meshal-alfraaj@hotmail.com
مشاركة :