هذه ليست المرة الأولى التي يضرب فيها وباء شعوبًا بأسرها، ولكنها المرة الأولى التي يقوم فيها الوباء بتلقين الشعوب والحكومات درسًا قويًا وكأنه فعلًا ينتقم من تمادي البشر في التصرف الخاطئ سواء فى حق ذويهم أو فى حق الطبيعة ، ولجأت أغلب دول العالم إلى فرض إجراءات "التباعد الاجتماعي" على مواطنيها والحظر الشامل للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد ، و لكن بعض الدول الأخرى مثل السويد ، راهنت على المناعة الجماعية أو ما يعرف بمناعة القطيع للتصدي لكورونا ، وتقومُ سياسة القطيع على مبدأ السماح للناس بالتواجد فى الأماكن العامة والتفاعل فيما بينهم، من دون إغلاق المحلات التجارية أو المتنزهات والشواطئ ، أي أن السلطات تسمح بانتشار العدوى على نطاق معين ، بهدف أن يصاب الناس ويتعافوا حتى يكتسبوا مناعة ذاتية ، مع الأخذ فى الاعتبار الفئات الأكثر عرضة للإصابه و أبرزهم كبار السن ومن يعانون الأمراض المزمنة.وقال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور"مايك رايان" إن هذه الفكرة القائلة بأن البلدان التي كانت لديها إجراءات متساهلة ولم تفعل أي شيء ستصل فجأة بشكل سحري إلى بعض مناعة القطيع.. وماذا إذا فقدنا بعض كبار السن على طول الطريق؟ هذا تصور خطير حقا ، فيما أعرب دكتور جيرمي روسمان، أستاذ علم الفيروسات في جامعة كينت البريطانية، عن اعتقاده بأن مناعة القطيع قد لا تكون فعالة في مواجهة فيروس كورونا، مرجحًا تطور الفيروس جينيًا ،الأمر الذي قد يحتاج إلى طرق جديدة لمكافحته، مما يجعل المختبرات تتسابق حول العالم لإيجاد لقاح يوقف خطر كورونا .ومع تعدد الأبحاث والمحاولات ظهرت نتائج تؤكد أن النساء أكثر مقاومة من الرجال فى مواجهة الفيروس حيث نشرت صحيفة "نيويورك تايمز " تقريرًا أشارت فية إلى فرضية مهمة وهى أن النساء يتمتعن بمقاومة أكبر ومناعة أقوى فى مقاومة الفيروسات من الرجال وأشارت الصحيفة إلى تقرير المركز الصينى لمكافحة الأمراض والوقاية الذى يفيد بأن معدل الوفيات بين الرجال بلغ 2.8% مقارنة بـ 1.7% بين النساء، مما يعكس أن النساء أكثر استجابة مناعية للإصابة بالعدوى ، وكذلك نساء إيطاليا أو الولايات المتحدة أو اسبانيا أقل عرضة للإصابة بأعراض حادة تتعلق بالفيروس، ويتمتعن بفرصة أكبر للبقاء على قيد الحياة حتى بعد الإصابة وأن 75% من مرضى العناية المركزة بالمستشفى والذين يحتاجون لأجهزة التنفس الصناعي هم من الرجال ، مما جعل الأطباء يفكرون : هل هذا سببه الهرمونات التي تنتجها النساء أم ماذا ؟ ..الإجابة هى أن الأطباء في لونج آيلاند في نيويورك قاموا بالفعل بحقن الرجال المصابين بفيروس كورونا بالهرمون النسائي الإستروجين في محاولة لتقوية أجهزتهم المناعية ، بالاضافة إلى هرمون آخر موجود في الغالب لدى النساء، وهو البروجسترون، لما له من خصائص مضادة للالتهابات ويمكن أن يمنع التفاعلات الضارة للجهاز المناعي. ويختبر العديد من العلماء هذه الفرضية الآن عبر تجربتين حيث يتم اعطاء بعض الرجال هرمونات نسائية لفترات محدودة بهدف معرفة تأثيرها عليهم . وإن كان الحل يتأرجح بين مناعة القطيع و الحقن بهرمون النساء فلا نمانع أن يكون طوق النجاه فى هرمونات نسائنا الغاليات وتحقيقا لمبدأ " اللى نعرفه أحسن من اللى ما نعرفهوش " ولكن سيتطلب منا الأمر نحن الرجال بذل المزيد من الجهد والطاعة لهن وإلا سمعنا : " كورونا ولا هرموناتى يا طه " ... وربنا يعدى الأيام دى على خير.
مشاركة :