مهرجانات عراقية.. جعجعة بلا طحين

  • 6/28/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

شهد الوسط الثقافي العراقي خلال السنوات الأخيرة عشرات المهرجانات، وهناك من يرى أنها لم تضف شيئا للثقافة في البلاد ولم تعد بنتائج إيجابية، مما يجعلها بابا للفساد والمحسوبية. وأكبر الفعاليات الثقافية -التي شهدها العراق منذ عام 2003- مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية الذي أثير لغط كبير بشأن ميزانيته والشخصيات التي دعيت إليه ونتائجه على العراق. وقال الكاتب العراقي قيس حسن كلما شاهدت مهرجانا ثقافيا في العراق الديمقراطي أشك أن هناك من ينسخ صورة ما كان يجري في عراق ما قبل 2003، فالهدف الدعائي يستحوذ على تفكير المسؤول عن المهرجان، خاصة حضور التنظيم السيئ نفسه في المشهدين. وأضاف للجزيرة نت أن الأموال التي تهدر لا تعود بالنفع على الثقافة العراقية، فهل يمكن القول إن الدور الحكومي في الثقافة اليوم لم يستطع الخروج من عباءة تلك الفترة؟ المثقف والسلطة وتابع حسن أعتقد أن سيطرة الدولة على المهرجانات أعاقت بناء علاقات طبيعية مع الثقافة في العالمين العربي والخارجي، حتى أن موقف المثقف من السلطة في العراق انعكس على طبيعة المشاركين في المهرجانات. وأشار إلى أن علامات الاستفهام الكثيرة من قبل كثير من المثقفين العرب بشأن قبول الحكومة العراقية جعلتنا نشاهد وجوها عربية وأجنبية تتكرر دعوتها للمهرجانات مع غياب واضح للأسماء المهمة. ورأى أن ما جرى في مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية لعام 2013 يكشف بؤس العقلية الحكومية المسيطرة على المشهد وفقرها الثقافي، فالأموال الهائلة التي أهدرت كان وراءها عقلية تبحث عن دعاية للسلطة فقط. وأكد أن تكرار دعوة شخصيات بعينها في أغلب المهرجانات التي تنظمها المؤسسات الحكومية دليل على وجود فجوة ثقافية أنتجتها الرعاية المتسلطة للحكومة لتلك المهرجانات. وقال وكيل وزارة الثقافة السابق والمدير العام لدائرة السينما والمسرح حاليا مهند الدليمي إنه كان مطلعا على آلية اختيار الشخصيات التي تحضر المهرجانات، وأنها لم تخل من مجاملات ومحسوبيات، وأغلبها لم تكن دقيقة. وأضاف للجزيرة نت أن مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية وهو الحدث الأهم، وقد شهد دعوة أعداد كبيرة من الفنانين والمثقفين، لأننا أردنا في البداية إيصال رسالة بأن بغداد تعيش أوضاعا إيجابية، وحاولنا جذب الوسط الثقافي العربي إليها. وأقر الدليمي بوجود تقصير في عدم دعوة بعض الأسماء لمهرجانات وفعاليات معينة بسبب الإهمال والنسيان، لكن هناك شخصيات معارضة للعملية السياسية في العراق لم تدع لأن الحكومة قائمة على المهرجان. فاسدون وسماسرة ويصنف الصحفي العراقي المتابع للشأن الثقافي فراس سعدون إصرار مؤسسات على إقامة مهرجانات فنية وثقافية بأموال طائلة في إطار الفساد المالي والإداري، الذي أكل ويأكل من ميزانية العراق النفطي التي استنزفت إلى حد التقشف. وقال للجزيرة نت إن هناك فاسدين في الأوساط الثقافية والفنية وسماسرة ينظمون المهرجانات لكسب المال، وهم يبدون أقرب إلى المقاولين الجشعين الذين يهمهم قبض المال. ويعتقد سعدون -عضو هيئة تحرير صحيفة العالم الجديد، التي تنشر وثائق بشأن فساد بوزارة الثقافة- أن التقويم يبدأ من وسائل الإعلام التي من واجبها فضح الفاسدين المعششين في أروقة الثقافة والفن عبر قصص وتقارير تعتمد الأدلة، وذلك لتشكيل رأي عام ضاغط يدفع أجهزة مكافحة الفساد لتطهير تلك الأروقة منهم، وتمكين المثقفين والفنانين النزيهين من إدارة الفعاليات الثقافية بما يليق بالعراق. ويذكر أن هناك مهرجانات سنوية في العراق أهمها المربد والجواهري ومهرجانات فنية ومسرحية، لكنها لم تكن فاعلة ولا مؤثرة ثقافيا وفنيا.

مشاركة :