لجليس التفكير فقط...! | مقالات

  • 6/28/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يقول ابن سينا.. «التفكير هو انتقال الذات العارفة مما هو حاضر إلى ما هو ليس بحاضر». والله سبحانه وتعالى - وهب الإنسان دماغاً مختلفاً عن أدمغة بقية الحيوانات، وهذا الدماغ يظل في حالة من العمل المتواصل خلال أوقات اليقظة، ولكن غالباً ما يشتغل على ما يتعلق بتسيير أمور الحياة اليومية، وتحليل المواقف الصغيرة، والتفكير عند معظم الناس هو عبارة عن تحريك للهموم وتحريك للمواجع ليس أكثر. إن الإنسان عندما يتحدث مع نفسه فهو يفكر، إذا فكل إنسان مفكر ويمارس التفكير، إلا أنه لا يرى سوى جزء صغير من الواقع، ونظرته للواقع تقديرية تخمينية، وهو يودّ استشراف المستقبل من أجل التعامل معه والاستعداد له، ولدى كل واحد منا مشكلات يود التخلص منها ومعالجتها. وهذا يتطلب شيئاً، أن نتجاوز ما هو موجود ومعلوم إلى ما ليس موجوداً ومعلوماً، فنحن بالتفكير نستقصي خبراتنا ونقلب محصولها لاتخاذ قرار أو حل مشكلة أو إصدار حكم. نتفق بأننا نواجه الكثير من المشكلات في حياتتا على جميع الأصعدة الشخصية والمجتمعية، وحتى نتمكن من احتواء أو علاج مشكلاتنا على أي صعيد فعلينا التفكير بطرح الأسئلة حول القضايا، لأنه مهم وحيوي، ويفتح طريقاً جديداً للتبصر والفهم، ويكسر الاتساق المصطنع للثقافة. قد يفجر سؤالاً واحداً عند ممارسة التفكير من المعرفة والحلول والعلاجات مالا يفجره ألف جواب، لأن السؤال الجيد يبعثنا على إعادة النظر في بعض المقدمات والمعطيات التي ينبثق منها الاحتواء أو الحل الجذري لكثير من المشكلات. كل شيء في حياتنا يناقض السلوك الفطري، أو التفكير المنطقي، يكون سبباً رئيساً في جلب المشكلات والأزمات، لذا نحتاج وقفة حازمة عازمة مع أنفسنا لنعالج ما يحتاج إلى علاج، ولن يكون هذا إلا بالتفكير القويم الذي ينظر إلى الأحكام والآداب الشرعية ويجعلها معياراً لقياس كل عارض يعترضه، وعدم تناسي عرف وعادات وتقاليد المجتمع فهذه تعتبر المعيار الآخر لتجنب الوقوع في الشواذ، قليل من التوجيه للعقل للخروج من دائرة سيطرة المستورد وتقليده بكل شاردة وواردة، وتصحيح اعوجاج التقليد الأعمى للآخر يثري ويسمو بالعقول المفكرة لكل ما هو خير وصلاح للبلاد والعباد. m.alwohaib@gmail.com twitter: @mona_alwohaib

مشاركة :