لم أحبذ استخدام (عليها) بدلًا من (لها) لأسباب معلومة وربما مجهولة، إنها يا سادة وزارة الصحة الموقرة التي تعاقب عليها منذ إنشائها قبل 66 عامًا 19 وزيرًا آخرهم معالي المهندس/ خالد الفالح رئيس شركة أرامكو السعودية سابقًا، ولأنها وزراة الصحة، ولأن صحة الإنسان أهم ما يُنظر إليه عبر الأزمان، فإن أي خلل أو تقصير سيكون دائمًا محل نقد مدعوم بكاميرا وتصوير بصوت وصورة هي دليل وبرهان. المناورة الرسمية المعتادة التي قد تصل لحد إنكار الواقعة أو المشكلة جملة وتفصيلًا لم تعد متاحة بذات القدر السابق إلى عهد قريب، المتاح اليوم هو تصريح بالقلق والاستياء من تصرف هذا المسؤول أو ذاك، ثم وعد بالمساءلة والتحقيق، وكفى الله الوزارة شر المقاطع المصورة المسجلة. لم يعد هذا المنصب تحديدًا يحمل (البرستيج) المعهود بألقابه ومغانمه وأفراحه، وإنما بات عبئًا كبيرًا ومسؤلية ضخمة، وكأني بالوزير يقول: (يالتني أخرج منها كفافًا) لا إلى التقاعد محالًا إعفاءً بطلب أو رحيلًا على عجل. وأحسب أن السؤال الأزلي الذي لا يزال يتردد منذ 66 سنة: ما هو النموذج الأمثل لإدارة كيان كبير متشابك معقد مثل وزارة الصحة؟ وهل ثمة نموذج أمثل في حقيقة الأمر، ذلك أن (أمثل) على وزن أفعل، وهي إلى (أفضل) أقرب! النظريات كثيرة والنماذج متعددة، والشخصيات البشرية متفاوتة تفاوت الألوان والأطياف، ولكل منها رؤية ونظرة وطريقة في الإدارة وآلية لتقييم الرجال واختيارهم وإسناد المهام إليهم. وللأنظمة في الدولة كذلك إيجابياتها وسلبياتها خاصة ما صدر منذ عقود غابرة في عهود سابقة في حين اختلفت البيئات اليوم وتعددت التوجهات وتوسعت الخدمات وكثرت المتطلبات. كل هذه الخلطة العجيبة تُؤثِّر في الأداء، والصحة يا معالي الوزير هي تاج يحاول كل مريض انتزاعه في خضم حقائق ميدانية غير مطمئنة، فالنقص في عدد الأسرّة وطول مواعيد الانتظار، وتدني مستويات الجودة عموما والنمو السكاني غير المتجانس... كلها عوامل تنخر في الجسد الكبير خاصة عند اقترانها بغياب الضمير عند بعض المسؤولين وتراجع الخوف من الله واليوم الآخر. تمنياتنا للوزير رقم 19 بالتوفيق والسداد وعظم الإنجاز. salem_sahab@hotmail.com
مشاركة :