أعمال حنان باصليب... فلسفةٌ فكرية وحسٌّ إنساني

  • 6/28/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تتطرق الفنانة التشكيلية حنان باصليب من خلال لوحاتها إلى الإدراك في عالم الرومانسية والجمالية، إذ تستطيع استيقاف بصيرة المتلقي وانتباه ودهشة الملهمين فيما تقدمه من أعمال. واستطاعت باصليب تجريد القضايا والمعاناة الإنسانية في ارتباطٍ مع أحاسيس تنبثق من وجدانها، وكأنها تغوص في أعماق وجدان الإنسان والطبيعة البيئية، وتحكي قصصاً وذكريات سارة وأخرى حزينة. وفي لوحة «العمارة الإسلامية للمسجد» لحنان، فإن ألواناً عدة تطغى على اللوحة، في رمزية إلى ضوء الشمس والصيف، والحركة والحشود، والصفاء، والحزن، والإيمان والروحانية، وكأن التفاصيل اللونية في اللوحات تتحدث عن أحاسيس ومشاعر وذكريات مترابطة ومتداخلة، نجحت في تقديم قوالب عاطفية من الشعر المرئي. وتشيع أعمالها البهجة في المتلقي، وتدفعه إلى استجلاء جماليات الواقع، وتستنهض الفنانة مشاعر البشرية وإنسانيتها من خلال التعبير والتصور الذي تحدثه عبر فلسفتها اللونية، التي تنبثق من ذاتها ووجدانيتها الحالمة لتحريك كوامن النفس والعقل. وتحمل لوحات باصليب فلسفة ذاتية، وذائقة الحسية في إبداعاتها أشبه بالتوأمة التي تربط المضامين الحسية والفكرية في رؤية متوافقة، ما يوجد علاقة بين الفلسفة الفكرية والحس الإنساني. ويؤرق حنان ما يحدث في العالم العربي من حروب وقتل وتهجير فأصبح هاجسها الذي يرافقها في كل لحظة، لذا تنظر من شرفة لتسجل صورة السلام نقيض الحروب والصراعات الدامية من خلال تلمُّسها للواقع في مساحات بيضاء وألوانٍ تعبر عن الحب والوئام ترفض دوي البارود، وتأمل بأن تحتضن حمائم السلام، هي الملهمة التي تجيد التعامل مع قضايا الزمن وانعكاسها على مشاعر البشرية، كل ذلك يأتي جلياً من خيالها وذائقتها المتفردة.

مشاركة :