قال الدكتور عبدالله الفوزان رئيس مجلس إدارة KPMG في السعودية، إنه وسط الضبابية التي يخلفها كورونا، تزداد الدعوات لضبط الإنفاق وتعتبر الفترة الحالية مناسبة جداً لمناقشة الفكرة خصوصاً أن مدة الجائحة غير معروفة ما يشدد من أهمية ضبط النفقات والادخار. وأضاف الفوزان في لقاء مع "العربية" أن الادخار يعد محركا أساسيا للنمو الاقتصادي عالمياً وساهمت المدخرات بشكل أساسي في تطوير الاقتصاد والاستثمار بمشاريع البنى التحتية بشكل كبير، بالإضافة لتقليل الضغوط الخارجية من خلال التمويل الخارجي وضغط ذلك على العملة المحلية. ومن الطبيعي في مثل هذه الظروف أن تظهر على السطح مشاكل نقص المدخرات سواء للدول أو الأفراد. أخذ الاحتياطيات مهم جداً والتفكير في الاستثمار الصحيح وضبط السلوكيات الاستهلاكية التي تغيرت في ظل الجائحة والتي سوف تخلق فرصا جديدة". وتابع الفوزان "إن التقرير الصادر أمس عن KPMG حول ثقافة الادخار على المستوى الأسري في السعودية أظهر نتائج منذرة وخطيرة في مدى الوعي والإدراك بخصوص الادخار. مستوى الادخار الأسري في السعودية انخفض خلال السنوات الماضية بشكل كبير 1.6% والمعدل العالمي متوسط 10%. إذا ما نظرنا للصين 36% من الدخل الأسري. معدل الاستهلاك زاد خلال السنوات العشر الماضية بـ36% وانخفض الادخار إلى مستويات متدنية. انخفاض مستوى الإلمام المعرفي والوعي المعرفي لدى الأسر وعدم وجود مصادر للادخار أثر على ذلك لكن نعتقد أن التقرير يعتبر أساسا لمجموعة أخرى من الدراسات والتحليل التي يمس التركيبة الاستهلاكية لدى الأفراد ". وأضاف الفوزان "الإنفاق الاستهلاكي زاد بشكل مطرد في السنوات الأخيرة وبات يركز على السلع الكمالية، إلا أن تغيير هذه السلوكيات ممكن مع عدم التهاون بفكرة الادخار مهما كان المبلغ قليلا وتربية النشء على هذا السلوك. إذا نظرنا للادخار كجزء من الالتزامات نستطيع وضعها في المكان السليم".
مشاركة :