غداً أو بعد غد أول أيام عيد الفطر المبارك، والواجب علينا شرعاً وعقلاً أن نفرح في هذه المناسبة الدينية الجليلة حتى وإن كان حجراً كاملاً لم نستطع معه أن نعايِد ونعايَد، وذلك: - لأن الله منَّ علينا بالإسلام، وبلغنا رمضان، فبلوغ هذا الشهر المبارك نعمة من الله عظيمة ومنّة من الكريم جزيلة. - نفرح ونحن نشهد الذكرى الثالثة لتولي سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولاية العهد، وفي هذه المناسبة العزيزة على النفس نجدِّد البيعة لكم سيدي ولياً للعهد على السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر، وألاّ ننازع الأمر أهله، وأن نكون جنود وطن أوفياء، نبذل الغالي والنفيس في كل ما من شأنه رقي وتقدّم وازدهار وتنمية بلدنا المعطاء المملكة العربية السعودية، كل في موقعه على خارطة الوطن الحبيب، وعلى ضوء رؤية المملكة 2030 التي أبدع في نسج خيوطها ورسم معالمها ومتابعة تنفيذها أنتم سيدي ولي العهد الأمين. - نفرح لأننا في هذا البلد المبارك أشعر قادتنا وولاة أمرنا العالم أجمع قيادات وشعوباً، عرباً وأعاجم، مسلمين وغير مسلمين، عرفهم وأشعرهم منزلة الإنسان في حساباتنا السعودية (الدينية والسياسية والذاتية)، حتى وإن كان تكريمه وإعزازه، ووقايته وعلاجه سوف يؤثِّر على اقتصادنا، فنحن بلد الإنسان ولسنا دولة رأسمالية، الفرد فيها مجرد عنصر من عناصر الإنتاج. - نفرح لأن هذه الجائحة التي اجتاحت العالم بدأ فيروسها يشيخ ويهرم، وبدأت -بإذن الله - بوادر الانفراج تلوح في الأفق، وسوف تعود الحياة إلى وضعها الطبيعي قريباً - بإذن الله. - نفرح لأن جيشنا الأبيض نجح في أداء مهمته التي أناطها به ولي الأمر بكل ثقة واقتدار. - نفرح لأن جنودنا البواسل كانوا على أهبة الاستعداد في الميدان. - نفرح لأن المواطن كان على مستوى المسؤولية، فكان منه التقيد والالتزام بما صدر من تعليمات وأوامر إلا من شذَّ، وهذا نال العقاب. - نفرح لأن قطاعنا الخاص، والجمعيات الخيرية والأهلية، والكشافة والمتطوّعين الأفراد، الكل كان حاضراً يداً بيد وجنباً إلى جنب من أجل الوطن وفي سبيل الصالح العام. - نفرح لأننا حققنا نجاحاً باهراً في تسيير كثير من الأمور الأساسية في الفترة الماضية عن طريق التقنية باحترافية عالية وتميز مشهود سواء تعليماً، أو قضاءً، أو خدمات عامة، أو تواصلاً مع مسؤول، أو عقد اجتماعات رسمية وغير رسمية، خارجية وداخلية، وما ترؤس مولاي خادم الحرمين الشريفين أول قمة عالمية طارئة لزعماء مجموعة العشرين (عبر الفيديو) - وذلك من أجل أخذ التدابير اللازمة لمواجهة تداعيات فايروس كورونا المستجد بجبهة موحَّدة - إلا خير شاهد وأعظم دليل، وعلى ذلك قس جميع الاجتماعات واللقاءات الداخلية والمحلية بدءاً من مجلس الوزراء وانتهاءً بالاجتماعات العائلية والأسرية. - نفرح لأننا مسلمون وديدننا التفاؤل، فما بعد العسر إلا اليسر، وفرج الله قريب، وثقتنا بالرب سبحانه وتعالى كبيرة، ومصائب الدنيا نُؤجر عليها مهما صغرت فضلاً عن الكبير منها والعظيم، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: (مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه )، متفقٌ عَلَيهِ. - وحق لنا أن نفرح في صباح عيدنا حتى ونحن في حجر جبري في بيوتنا بعد أن منَّ الله علينا بإتمام صيام شهر رمضان المبارك، ويسَّر لنا الصلاة والصدقة والقيام وقراءة القرآن في أمن وأمان وسلامة وإسلام وصحة وعافية، فاللَّهم لك الحمد ولك الشكر أن يسَّرت لنا كل هذا، وكل عام وأنتم جميعاً بخير، وعيدك أيها الوطن العزيز - قيادةً وعلماء، أطباءً وممرضين، جنوداً وعسكريين، أقارب وجيراناً، أصدقاء وأصفياء - مبارك، وإلى لقاء، والسلام.
مشاركة :