الشعب الحكيم | مقالات

  • 6/30/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في ظل هذه الأحداث الكويتية المؤلمة لا يملك العقل أفكاراً للكتابة إلا حولها وفيها، فُجِع البيت الكويتي الآمن بغدرٍ لا إنساني ظهر يوم الجمعة الماضي توفي على إثره العشرات وجُرِح مئات، غدرٌ لا ينتمي لملةٍ ولا إلى دين، لا تُعرف له هوية ولا انتماء، غدرٌ طُعِن معه الأمن واحتضر الأمان واغتيلت القلوب التي في الصدور، بسببه تيتّم الأطفال وترمّلت النساء وغدت أفئدة الأمهات والآباء فارغة لفقد فلذات أكبادهم! إن حاجات الأمن والأمان تتصدّر قائمة حاجات الإنسان إذ انها تلي المأكل والمشرب مباشرة، وهذا برهان أهميتها في تسيير المجتمعات، إنها الركيزة الأساسية للنهضة والمساحة المهمة للإبداع، دونها ينشغل العقل ويُنهك، حال انعدامها تضطرب النفسيات وتتوتر، إن الكويت رغم مشكلاتها ونواقصها إلا أنها عُرِفَت بأنها بلد الأمن والأمان والسلام، أن يحدث فيها ما حدث فتلك مصيبة بثت الرعب في القلوب، وسرقت النوم من الأعين، الكل بات يتضرع للرب خاشعاً باكياً داعياً ألا تشتعل نار الفتنة في بيتنا الكويتي الصغير، الجميع شعر بمرارة الفقد وتذوقها، لأن من غُدِر بهم في ذلك الانفجار هم إخواننا وأبناؤنا وآباؤنا، شعرنا بألمِ موتهم وشاركناهم العزاء قلباً وروحاً، وتضرعنا بطلب الشفاء من الله للجرحى، صار هم كل الكويتيين هماً واحداً. إن عزاءنا الوحيد في ظل تلك الظروف الحالكة اللحمة الوطنية المتماسكة التي لم ولن تترك ثغرة يستغلها العدو في إثارة الفتن، وحدة صف، وحدة كلمة، وحدة موقف، تهزم كل محاولة للتفريق والتفكيك، رأينا من شعب الكويت حكمةً وإنسانية فاقت كل مستويات السمو والرقي، كان ومازال هذا الشعب وفياً مخلصاً لوطنه لا ينقاد لأي نزعة لا تحقق مصلحة بلده، ورأينا من أميرنا «قائد الإنسانية» وقفةً تشع إنسانية، وقفة معبرة عن هم عميق وتأثر حزين، وقفة حكيمة أوصلت رسالة واضحة مفادها أن الكويت حكومةً وشعباً تستنكر هذه الفعلة. اللادينية واللاإنسانية، وقفة حنونة بقدر دفء تلك الدموع التي سالت والعبارات التي قالها ليؤكد أنه الأب المجروح لفقد أبنائه. أما بعد فأقول انقضى زمن التهاون وآن أوان تعليق المشانق، لا للتراخي نريد القصاص منهم واحداً واحداً، اجعلوهم عبرة لمن يعتبر، علَّ ذلك يُعيد للقلوب أمانها وللعقول اطمئنانها، وحسبنا الله ونعم الوكيل. a.a.h.alawadhi85@gmail.com Twitter: @3ysha_85

مشاركة :