كل عام وأنتم بخير، كل عام ونكون أفضل مما نحن فيه الآن، كل عام وتستمر الحياة عما كانت عليه قبل زمان، كل عام ويعود الوضع قريباً كما كان. كل عام وعندما يتوافق توقيت كتابة مقالي الأسبوعي أحد الأعياد فإن عنوانه عادة ما يكون وبامتياز (بأي حالٍ عدت؟). مقالات تكون مرتبطة ببأسي على ماضٍ قديم مضى، وألم على عادات متعلقة بالأهل والأصدقاء، وحزن على مناسبات وتقاليد أضحت في صفحة الذكريات، واشتياق إلى أحاديث واجتماعات أسرية نسيت وباتت طي الأشواق، والأهم من كل ذلك حنين إلى أوقات ولحظات عشناها في هذه المناسبات لن تعود، فقطار الحياة يمضي قدماً وعداد العمر يستمر في الدوران!لم أكن أعلم في يوم من الأيام أنني سأكون أحوج مما كنت فيه من قبل لأكتب مقالاً بمناسبة العيد يحمل عنواناً (بأي حال عدت؟)، وأنا الذي كنت قد اعتدت عليه مسبقاً. كيف لا ونحن نعيش في فترة الحظر الكلي منذ أكثر من أسبوعين لمواجهة فيروس كورونا والجميع يحتفل بالعيد، وهو في بيته مع أسرته الصغيرة؟ وكيف لا والجميع بعيد عن الزيارات والاجتماعات وغداء العيد وغيرها يعيش بين أربعة جدران، يترقب ما سيسفر عنه قادم الأيام، وهو أمام هذه الجائحة؟كل ما أملكه أن أعتذر منك يا عيد وبكل أسف وألم عن تهكمي عليك في ما سبق، فلم تكن مقالاتي في السنوات الماضية مناسبة عندما سألتك عن حالك عندما جئتنا، لأنك لم تكن مختلفاً بتلك الدرجة التي كنا نتصورها أو نصورها لغيرنا؟ ولكن هذه السنة سيكون سؤال المليون لك وباستحقاق وباتفاق الجميع وبلا استثناء:بأي حالٍ عدت يا عيد؟
مشاركة :