طهران - طالب عضو مجلس الخبراء في إيران باتخاذ إجراءات قضائية ضد وكالة “شفقنا” للأنباء التابعة للمرجع الشيعي في العراق علي السيستاني، بسبب نشرها آراء المراجع الدينية في مدينة قم الذين يختلفون مع علي خامنئي بشأن الإعلان عن يوم عيد الفطر. ودعا محمد مهدي مير باقري عضو المجلس والمقرب من خامنئي، في تصريحات صحافية، إلى ملاحقة وكالة أنباء ”شفقنا“ التي أسسها ويمولها رجل الدين جواد الشهرستاني الوكيل العام للمرجع علي السيستاني في إيران، وزوج ابنته أيضا. وأثارت الوكالة العراقية غضب وسائل الإعلام الإيرانية التابعة لخامنئي معتبرة أنها “تحرض على الفتنة” بين المرجعيات الدينية بإعلانها أن الاثنين هو أول أيام عيد الفطر لدى المرجعيات الدينية في قم الإيرانية والنجف العراقية، في حين أعلن خامنئي مساء السبت الماضي أن عيد الفطر هو يوم الأحد. ومنحت وكالة ”شفقنا“ مساحة واسعة في تغطيتها الإخبارية لآراء المرجعيات التي تخالف رؤية المرشد علي خامنئي في إثبات رؤية الهلال. وعلى الرغم من أن ثلاثة من هؤلاء المراجع غيروا رأيهم، في النهاية، بما يتفق مع رأي خامنئي، إلا أن الإعلان عن هذا الخلاف زاد من الضغط والمطالبة بمواجهة وكالة “شفقنا”، التي تغطي بشكل رئيسي أخبار مراجع الدين في قم. ونقلت وكالة أنباء ”فارس نيوز“ المقربة من الحرس الثوري، عن باقري، عضو مجلس الخبراء، قوله ”في حين أن العديد من المرجعيات الدينية لم يعبروا عن رأيهم المؤكد بشأن وقت عيد الفطر حتى منتصف ليل السبت، أعلنت وكالة ‘شفقنا’ أن يوم الاثنين هو أول أيام عيد الفطر عند العديد من المرجعيات الدينية“. وكالة "شفقنا" التابعة للمرجع علي السيستاني في العراق نشرت آراء مراجع دينية في قم يختلفون مع خامنئي ووصف باقري نشر أنباء عن الخلاف بين مراجع قم والمرشد الإيراني بشأن “إعلان عيد الفطر” بأنه “يربك الشعب”، وقال إنه “يجب مقاضاة وكالة ‘شفقنا’ للأنباء، ويجب على المراجع أيضا أن يقدموا شكوى ضد هذه الوكالة، وحتى وسائل الإعلام والشعب يمكن أن يقدما شكاوى ضد هذه الوكالة، لما أحدثته من إرباك، حتى لا تحدث مثل هذه القضايا مرة أخرى”. وأضاف أن إدراج عبارة ”رؤية هلال شوال لآية الله مكارم الشيرازي لم يثبت“ ليس مشكلة في وكالة “شفقنا” ولا توجد مشكلة، ولكن إدراج عبارة ”الاثنين عيد الفطر“ هو المشكلة. وأشار إلى أنه “ربما كانت وسيلة الإعلام هذه تحاول إثارة الخلاف بين كبار مراجع التقليد، وقد يكون هناك أشخاص مؤثرون وراء الكواليس يتخذون مثل هذه الإجراءات ويجب أن تتم مقاضاتهم أيضا”. وذكرت شبكة إيران الدولية في تقرير لها الاثنين أن ثمانية على الأقل من مراجع الدين في مدينة قم الإيرانية، قاموا بإعلان أن الأحد هو آخر أيام شهر رمضان، وأن الاثنين هو غرة شهر شوال، وأول أيام عيد الفطر المبارك، وذلك بالمخالفة لما أعلن عنه المرشد الإيراني علي خامنئي. وليست هذه هي المرة الأولى التي يدلي فيها مراجع التقليد في قم برأي مختلف عن رأي المرشد، ولكن هذه المرة من المرات القليلة جدا، منذ عام 2009، التي يختلف فيها معظم مراجع التقليد في قم، مع رأي المرشد الإيراني بخصوص العيد. وخلال العقود الماضية، كانت هناك جهود تسعى إلى حصر الإعلان عن عيد الفطر في أن يكون من قبل المرشد فقط.
مشاركة :