مسلسل التدمير يقول د. علي الطراح: لم يكن انفجار مسجد الصادق في الكويت مفاجأة، فمن يتابع الأحداث ودائرة انتشارها يدرك أن ثمة مسلسلا ينفَّذ على مراحل للوصول إلى الهدف. قبل مسجد الصادق كان تفجير مسجد بلدة القديحي في القطيف بالمملكة العربية السعودية، الذي أعقبه بأسبوع واحد تفجير آخر في مسجد بالدمام. وفي وقت متزامن تقريباً شهد العالم يوم الجمعة الماضي ثلاثة انفجارات في تونس والكويت وفرنسا، وكل المؤشرات تدل على أن الفاعل واحد. الحدث يتجاوز إمكانات الإخراج الفردي ويقترب من العمل التنظيمي المنسق والمرتبط بخيوط متشابكة. ورغم حالة التعقد الشديدة التي يشهدها العالم العربي، فإنه لا توجد تصورات مشتركة جادة تتصدى لما يبدو أنه مخطط لإعادة تقسيم المنطقة العربية على أسس طائفية وعرقية ودينية. التفكير مازال محصوراً ضمن أطره التقليدية، مما يثير تساؤلات كثيرة حول حالة التردد العربي. هناك أزمة حقيقية تعدى ما يظهر على أنه صراع مذهبي أو ديني أو عرقي، تتمثل في هذا التوظيف السافر للملف الديني بغية تحقيق أهداف سياسية. فالكويت دولة عرفت بتسامحها الديني والفكري، إلا أنها لم تنج من الإرهاب الذي يسيطر على سماء المنطقة العربية. تحولات السياسة الخارجية السعودية يقول د. بهجت قرني: يعود اهتمامي بالسياسة الخارجية السعودية إلى ما يزيد على ربع قرن، وذلك لاهتمامي بمفهوم القوة الناعمة الذي كان حديثاً نسبياً بعد إطلاقه على يد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد جوزيف ناي في بداية الثمانينيات. في بداية السبعينيات ومع طفرة أسعار البترول -والتي ارتفعت ثلاثة أضعاف في سنة 1974- أضافت السعودية قوة مادية ضخمة إلى قوتها الناعمة الفريدة. لكن ما كان يُحيرني هو أن السياسة الخارجية السعودية -عالمياً- هادئة مقارنة بهذه الإمكانيات الهائلة. وقلت هذا بكل صراحة في الطبعات الإنجليزية المختلفة لكتاب السياسات الخارجية العربية منذ ظهوره في الولايات المتحدة عام 1984 وحتى طبعته الثالثة في عام 2008، وكذلك في الترجمة العربية التي هي على وشك الظهور من الهيئة العامة للكتاب في مصر. ... المزيد
مشاركة :