الأندية الأدبية بين الأدب والثقافة | محسن علي السُّهيمي

  • 7/1/2015
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

منتصف العام (1395هـ) برز على المشهد الثقافي المحلي ما سمي بـ(الأندية الأدبية) التي تشكلت نتيجة الهمّ الأدبي الذي لازم نخبة من أدباء الوطن الذين رغبوا في إيجاد مظلة أدبية رسمية تجمعهم، وتكون منبرًا حرًّا لأصواتهم، ومناخًا مناسبًا لتوليد إبداعاتهم، وهو ما تحقق حينما وافق الرئيس العام لرعاية الشاب الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- على تأسيس خمسة أندية أدبية تكاثرت حتى وصلت اليوم إلى (16) ناديًا أدبيًّا. بادئ الأمر ظهرت الأندية الأدبية بمسمى (النادي الأدبي) وهذا يعني أن النادي الأدبي معنيٌّ في المقام الأول بالأدب ومبدعيه، وعلى هذا الخط سارت الأندية الأدبية فكان التفاعل معها كبيرًا من حيث كم الفعاليات ونوعيتها وعدد الحضور، حتى غدت منارات إشعاع جاذبة للمبدعين في الحقل الأدبي، وأصبحت فعالياتها ومخرجاتها موادّ دسمة للصفحات والملاحق الثقافية، وغدت الحركة الأدبية المحلية حديث الشارع الثقافي العربي. ما حدث بعد ذلك هو نزوع بعض الأندية الأدبية إلى تغيير مسماها الذي وُلدت به فأضافت لأدبيتها مسمى (الثقافي) فأصبح بعضها بمسمى (النادي الأدبي الثقافي)، وبعضها بمسمى (النادي الثقافي الأدبي)، وبعضها لا يزال على مسماه الأول (النادي الأدبي). برأيي فإن هذه الإضافات أضعفت -من حيث ندري ولا ندري- جذوة الأدب، وجعلت الأندية الأدبية في حالة عدم توازن بين مصطلحَي الأدب والثقافة، وهو ما انعكس فيما بعد على جودةِ المُخرَج للأندية الأدبية وضَعفِ الإقبال عليها بسبب توهان بوصلتها. لو عدنا للائحة الأندية الأدبية نجدها تعرَّف النادي بأنه مؤسسة « تُعنى بالأدب وبانعكاساته الثقافية» وهو ما يعني أن الأدب هو المرتكَز الأساس لقيام الأندية الأدبية وممارستها أدوارها، غير أن الملاحظ اليوم هو طغيان الجانب الثقافي على الأدبي حتى أن وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان عندما سئل- بحسب الوطن- عن اتجاه الأندية الأدبية للثقافة وتجاهلها للأدب حاول مدافعة هذه التهمة بتأكيده على أهمية الأدب بقوله «الأندية الأدبية معنية بالأدب بشقيه النثر والشعر، ونتيجة لتطور المفاهيم في الأجناس الأدبية الأخرى، وتداخل الفنون مع الأدب وتوسع مفهوم الأدب في العالم، تعكس الأندية الأدبية هذا التطور». واستباقًا لصدور اللائحة الجديدة للأندية الأدبية -وقد تأخرت كثيرًا- فإنني أقترح إعادة الهوية للأندية الأدبية بإلزامها بأن تكون أندية أدبية (مسمًّى وممارسة) وإلزام جمعيات الثقافة والفنون بأن تكون جمعيات فنون (مسمًّى وممارسة)، دون أن تتلبسا بلبوس الثقافة، فهما وغيرهما كما يذكر الحجيلان مؤسسات تخدم الثقافة والمثقفين. هنا أؤكد على ما طرحه الدكتور سعيد السريحي في برنامج (في الصميم) حينما أكد على أن الأندية الأدبية ليست مؤسسات اجتماعية وإنما هي أندية للأدباء والمشتغلين بالأدب، مهمتها نشر الأدب بين الناس وطبع الكتاب الجيد، ويرى أننا حينما ننساق لمسمى (ثقافي) فسنجد أمسيات عن (كرونا والأمراض الوراثية) ولذلك فهو ضد تحويلها إلى أندية ثقافية؛ حتى لا تفقد هويتها. Mashr-26@hotmail.com

مشاركة :