عصابات «الشِفتة» تستفز الخرطوم وتحرج أديس أبابا

  • 5/31/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

توالت بكثافة خلال الآونة الأخيرة هجمات عصابات الشفتة الإثيوبية على الشريط الحدودي فيما بين دولتي السودان وإثيوبيا، وبعد أن كانت تعديات العصابة تتم على الأراضي والمحاصيل الزراعية ونهب الماشية، باتت تمثل تهديداً لحياة المزارعين والرعاة، إذ تطورت عملياتها للخطف، ومطالبة المخطوفين بالفدية، الأمر الذي فاقم من الأوضاع الأمنية. التطورات المتصاعدة جعلت رئيس مجلس السيادة السوداني القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان يسارع بزيارة قواته في تلك المنطقة بولاية القضارف المجاورة لإثيوبيا. ولكن خلال اليومين الماضيين تجددت هجمات عصابات الشفتة، مستهدفة هذه المرة ارتكازات القوات السودانية على الحدود وتوغلت داخل الأراضي السودانية ما أسفر عن مقتل ضابط وعدد من الجنود السودانيين وسط اتهام رسمي صريح بمشاركة قوة من الجيش الإثيوبي في الهجوم. عصابات ما يعرف بـ(الشفتة) هي ميليشيا منفلتة تنشط على الحدود السودانية الإثيوبية وشهدت المنطقة عمليات نهب للمحاصيل الزراعية والمواشي، ويقول مزارعون سودانيون على الشريط الحدودي لـ«البيان» إن تلك العصابات تنشط دائماً مع بداية موسم الخريف، وتقوم بطرد المزارعين السودانيين، كما تنشط في نهاية الموسم في نهب المحاصيل الزراعية، وأكدوا أن نشاط العصابات تطور مؤخراً إلى خطف المزارعين والمطالبة بالفدية التي تقدر بملايين الجنيهات نظير الإفراج عنهم وعن الآليات الزراعية التي تقوم بنهبها. ويؤكد الخبير بقضايا القرن الإفريقي عبد المنعم أبو إدريس لـ«البيان» أن نشاط مجموعات الشفتة ليس منسقاً له من قبل الحكومة الإثيوبية، ويشير إلى أن تلك المجموعات تعمل تاريخياً باستقلالية، غير أنه لفت إلى أنه يتم استخدامها من قبل المزارعين الإثيوبيين واستئجارها كمرتزقة للسيطرة على الأرض الزراعية داخل حدود السودان وحمايتها. وعدّ أبو إدريس التصعيد الذي تشهده حدود البلدين هذه الأيام أقرب إلى كونه تصرفاً من قبل القادة الميدانيين من أنه صادر من قادة الدولتين، ويرجح أن يكون ذلك تصرفاً قامت به مجموعات تعمل ضد سياسات رئيس الوزراء أبي أحمد وتوجهاته الجديدة، وذلك في إطار الصراع السياسي في الداخل الإثيوبي، مما يؤشر إلى أن الصراع السياسي الذي تستخدمه الإثنية يمضي لأن يصبح أكثر حدة داخل إثيوبيا، واعتبر ذلك ليس خطراً على إثيوبيا وحدها بل خطر على كل الإقليم. ويرى أبو إدريس أن التحولات السياسية التي حدثت في السودان تقتضي استعادة أراضي الشفتة السودانية، التي استولى عليها مزارعون إثيوبيون منذ تسعينيات القرن الماضي، لا سيما في ظل الضغوط التي ظل يتعرض لها الجيش السوداني من المجموعات المحلية. ورغم التصاعد والتوتر، لكن إدريس يستبعد أن يمضي الأمر بين السودان وإثيوبيا نحو المواجهة المباشرة. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :