أديس أبابا تواصل استفزاز القاهرة والخرطوم | | صحيفة العرب

  • 7/23/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

واصلت أديس أبابا انتهاج سياسة الاستفزاز لكل من القاهرة والخرطوم في علاقة بتطورات قضية سد النهضة. وبعد أن قالت إثيوبيا الثلاثاء إن آخر ما تم التوصل إليه هو حدوث تفاهمات كبيرة مع مصر والسودان تمهد لاتفاق ضخم، قال وزير خارجية إثيوبيا لدى تعبيره عن سعادته بإنهاء المرحلة الأولى من ملء السد “النيل لنا” وهو ما اعتبرته دوائر مصرية وسودانية خطوة ستزيد في تأجيج المفاوضات لا في حل عقدة الأزمة. أديس أبابا - أعادت إثيوبيا قضية سد النهضة إلى المربع الأول وذلك بعد سويعات فقط من تأكيد الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا أنه تم التوصّل خلال القمة الأفريقية الثلاثاء إلى تفاهمات كبيرة لمواصلة المفاوضات، وذلك عقب تصريحات جديدة لوزير الخارجية الإثيوبي قال فيها “النيل لنا”. وعبر وزير خارجية إثيوبيا غيدو أندارجاشو الأربعاء عن سعادته بانتهاء المرحلة الأولى من ملء سد النهضة، قائلا “النيل لنا”. وأضاف أندارجاشو، في رسالة تهنئة عبر تويتر “تهانينا، سابقا كان النيل يتدفق، والآن أصبح في بحيرة، ومنها ستحصل إثيوبيا على تنميتها المنشودة، في الحقيقة النيل لنا”. وقبل تصريح أندارجاشو، أعلنت وكالة الأنباء الإثيوبية “إينا” إطلاق حملة إلكترونية تحت شعار “النيل لإثيوبيا”، وذلك بالتزامن مع القمة الأفريقية المصغرة حول أزمة سد النهضة. وأثارت تهنئة الوزير الإثيوبي استفزاز المصريين على تويتر، ما دفع بعضهم للتعليق على أندارجاشو بنشر صور لجاهزية الجيش المصري، فيما دعا آخرون إلى رحيل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد. وتحركت أيضا وسائل إعلام مصرية لتستهجن مثل هذا التصريح، حيث ردت العديد من التقارير الصحافية على التصريح الإثيوبي الجديد ومنها ما أورده موقع “صدى البلد” المصري الذي عنون أحد تقاريره بـ“أديس أبابا تواصل الاستفزاز”. في المقابل، دعم بعض المغردين الأفارقة الموقف الإثيوبي، داعين أديس أبابا إلى استكمال المسار الدبلوماسي من أجل الوصول العادل والمنصف إلى استخدام المياه. وتثير هذه الخطوة الإثيوبية استغراب واستهجان الدوائر المصرية والسودانية، خاصة أنها تأتي بعد يوم فقط من إقرار الدول الثلاث عقب انتهاء قمة برعاية الاتحاد الأفريقي أنه تم التوصل إلى تفاهم مشترك كبير يمهد الطريق لاتفاق ضخم بشأن مشروع سد النهضة. وجاءت هذه المواقف الهادئة بعد انعقاد قمة أفريقية افتراضية بشأن أزمة السد الثلاثاء، بمشاركة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا ورئيسي الوزراء، السوداني عبدالله حمدوك والإثيوبي آبي أحمد. والثلاثاء، أقرت أديس أبابا اكتمال المرحلة الأولى من ملء سد النهضة، عقب انتهاء قمة أفريقية مصغرة عبر تقنية الفيديو حول السد، برعاية الاتحاد الأفريقي وبمشاركة كبار المسؤولين في الدول الثلاث، بعد أيام من نفي إثيوبي رسمي للملء. ووصف رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الثلاثاء آخر ما تم التوصل إليه بشأن ملف سد النهضة باعتباره تفاهما كبيرا. وقال مكتب آبي أحمد، في بيان على تويتر “أصبح من الواضح على مدى الأسبوعين الماضيين في موسم الأمطار أن عملية ملء سد النهضة في السنة الأولى قد تحققت وأن السد قيد الإنشاء”. ويأتي كلام آبي أحمد ذلك بالتزامن مع إعلان السودان “انحسارا مفاجئا” في مستوى مياه نهر النيل، وخروج عدد من محطات مياه الشرب عن الخدمة، وإعلان مصر بدء خطة شاملة لترشيد استهلاك المياه، بحثا عن مخرج في ظل استمرار الخلافات مع إثيوبيا. وأعلنت القاهرة أنه تم التوافق خلال القمة الأفريقية على مواصلة التفاوض، وضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم قانونا، يتضمن آلية لفض النزاعات بين الأطراف الثلاثة. وأكدت الخارجية المصرية أنه تم “التوافق أيضا على مواصلة المفاوضات والتركيز في الوقت الراهن على منح الأولوية لبلورة الاتفاق الملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، على أن يتم لاحقا العمل على اتفاق شامل لكافة أوجه التعاون بين دول النيل الأزرق”. وإلى جانب مصر، أكد السودان ارتياحه لما آلت إليه القمة الأفريقية المصغرة من نتائج تعيد الجميع إلى طاولة التفاوض على قاعدة ضمان مصالح الدول الثلاث. وقال وزير الري السوداني ياسر عباس إن القمة الأفريقية أكدت أهمية الحلول الأفريقية للأزمة، كما شدد على موقف بلاده الرافض لأي إجراءات أحادية الجانب في ما يتعلق بسد النهضة. وعلى ضوء اعتراف أديس أبابا أولا بإنهاء المرحلة الأولى من ملء السد وكذلك تصريحات وزير خارجيتها الجديدة، يرجح مراقبون عدم توصل الدول الثلاث المتنازعة إلى حل يرضي كل الأطراف في المفاوضات القادمة ما قد يعيد ملف القضية إلى أروقة مجلس الأمن أو اندلاع مواجهة عسكرية حذر منها الكثير من المراقبين طيلة الأشهر الأخيرة. وتتمسك إثيوبيا بملء وتشغيل خزان السد خلال موسم الأمطار الحالي الذي بدأ في يوليو، فيما ترفض مصر والسودان إقدام أديس أبابا على هذه الخطوة قبل التوصل إلى اتفاق ثلاثي. وتخشى مصر المساس بحصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، وتطالب باتفاق حول ملفات، بينها أمان السد، وتحديد قواعد ملئه في أوقات الجفاف، فيما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر ولا السودان، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء وتحقيق التنمية.

مشاركة :