العثمان.. نفضت عن نفسها غبار الزمن

  • 5/31/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تفتش في الأدبيات والأوراق الكويتية بحثًا عن شخصية جريئة مثيرة للجدل من نساء الكويت المعاصرات فلا تجد أمامك أفضل من السيدة ليلى العثمان.. الأديبة والصحفية والإعلامية والناشطة الاجتماعية.. ابنة الأسرة التجارية الكبيرة المعروفة كويتيًا وخليجيًا وعربيًا.  لا تأتي أهمية الحديث عن العثمان من كونها مرأة لحق باسمها كل هذه التعريفات فحسب، وإنما أيضًا بسبب غزارة إنتاجها الأدبي، وتناولها لمسائل اجتماعية شائكة بجرأة تـُحسد عليها، ناهيك عما واجهته من صعوبات في حياتها الخاصة والعامة على نحو ما سيأتي، وما أظهرته من شجاعة في التحدي والمواجهة والإصرار على الموقف والمضي قدمًا في الكتابة والإبداع وفرض وجودها على الساحة الثقافية.  وفوق كل ما سبق يأتي قيامها بكتابة سيرتها الذاتية من دون تزييف للواقع، ومن غير تجنب التطرق لما يـطلق عليه «المسكوت عنه»، حيث نشرت سيرتها من خلال كتاب مكون من 242 صفحة أطلقته في عام 2017 عن دار العين القاهرية تحت عنوان «أنفض عني الغبار»، وكأنما هناك أثقال راكمها الزمن على أكتافها وتريد أن تتخلص منها، بل هو كذلك حينما نقرأ الفصل الأول من الكتاب والذي تساءلت فيه «لماذا بعد كل هذه السنوات أقرر أن أنفض غباري وأكتب؟ هل لأنني كبرت وأخشى أن يأتي الموت فجأة فأدفن في قبر مظلم يغطيه التراب؟».   العثمان تتوسط د. مشاعل الهاجري من كلية الحقوق بجامعة الكويت والروائية هبة مشاري حمادة   والحقيقة أن جلّ الذين قرأوا هذا الكتاب أشادوا به واعتبروه مهمًا لأسباب عدة. فالروائي الكويتي طالب الرفاعي قال ــ طبقًا لصحيفة القبس (5/‏2/‏2018) ــ في أمسية أقامها الملتقى الثقافي بالكويت: «إن سيرة ليلى العثمان الذاتية التي صدرت مؤخرًا هي في الوقت نفسه سيرة عن الحياة الكويتية، وعلاقة الرجل بالمرأة، وحياة البيت الكويتي قبل النفط،»، مضيفا أن السيرة تضم الكثير من المفردات والتفاصيل التي لا تعرفها الأجيال الجديدة. وعلى المنوال نفسه تحدث أستاذ النقد وعميد معهد الفنون المسرحية الدكتور علي العنزي فقال: «إن كتاب العثمان، رغم أنه ينتمي إلى فن السيرة الذاتية، فإنه يمثل صناعة لوعي جمعي يفتح نقاشًا خصبًا في اتجاه المستقبل»، وأشاد بالعثمان لأنها كتبت عن مرحلة تاريخية بكل ما تحمله من وقائع وإشكاليات، بعيدًا عن النمطي والمكرر، ثم لأنها تجردت خلال الكتابة بشكل كامل من نزعة تمجيد الذات، فجاءت سيرتها ضد الميل الرومانسي لكتابة التاريخ. وتوقف العنزي طويلاً عند كلمة الإهداء التي وضعتها العثمان في كتابتها ونصها «إلى أولادي الستة وأحفادي.. هذه حياة أمكم، وأتمنى أن تكون حياتكم أفضل من حياتي». علاوة على كلمة الإهداء، فإن من الملفت للنظر أن صاحبة الكتاب كتبت في الاستهلال النص التالي: «إن قصة حياتي أعز من حياتي. إنها عزيزة عليّ إلى درجة أنني أود أن أضعها في يد كل عابر.. لقد خزّنتُ واقعي، وأشعر الآن أنني مثقلة بسنوات عمرٍ التهمت الكتابةُ نصفه». أما ليلى نفسها فقالت في الأمسية المذكورة أن سبب كتابتها لسيرتها الذاتية هو أنها بلغت الستين، وكانت تقف على حافة الموت، وشعرتْ أنها يمكن أن ترحل من دون أن تترك لأبنائها شيئًا عن حياتها، ثم قررت كتابة كل شيء. كما أبدت ندمها على بعض الأشياء والأحداث التي لم ترد في سيرتها، وإنْ تركت الباب مفتوحًا لكتاب آخر يضم هذه الأشياء المنسية، مضيفة أنها كتبت سيرتها بصدق ولم تلجأ للتزييف أو تجميل نفسها والواقع الذي كانت تعيش فيه، حيث عاشت طفولة قاسية، تركت خلالها (مع أخواتها) بيت زوج أمهن ليقمن في بيت أبيهن لتقابلهن هناك زوجة أب قاسية جدًا. ووصفت العثمان والدها بأنه كان قاسيًا، فلم تنشر بعض الأشياء عنه كيلا تشوه صورته عند الكويتيين، لكنها اعترفت بفضله في وضعها على طريق الثقافة والأدب بتوفير الكتب لها بعد المدرسة. وتحدثت أيضًا عن قسوة أمها عليها ومقاطعتها لها، مشيرة إلى شعورها بالمرارة، كلما تذكرت أن أمها ماتت في اليوم نفسه الذي قررت فيه زيارتها، فتعلمت درس بر الوالدين وعلمته لأولادها. ولدت ليلى عبدالله عبداللطيف العثمان في مدينة الكويت في السابع عشر من أكتوبر 1943 ابنة لأب ثري جدًا يملك قصورًا عدة وزوجات عديدات ويتقمص في حياته دور «سي سيد» المحافظ المتجبر في ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة، ويعمل بالتجارة. وكان الرجل، من جهة أخرى، شاعرًا وصاحب اهتمام بالأدب بدليل أنه أنشأ داخل بيته منتدى أدبيًا ليكون ملتقى للأدباء العرب والقامات الثقافية المارة بالكويت. إلى ذلك، يشار إلى والدها كأحد كبار المحسنين الكويتيين ممن اهتموا ببناء المساجد.  ليلى العثمان، ووالدها الوجيه عبدالله عبداللطيف العثمان   بدأت محاولات ليلى الأدبـية وهي عـلى مقاعد الدراسة، ثم بدأت النشر في الصحـف المحلية منذ عام 1965 متناولة القـضايا الأدبية والاجتماعية، وملتزمة مذاك ببعـض الزوايا الأسبوعـية واليومية في الصحـافة المحلية والعـربية. إلى ذلك أعـدت وقـدمت عددًا من البرامج الأدبية والاجتماعية في أجهزة الإذاعة والتلفزيون. كما تـولت مهـام أمين سر رابطـة الأدباء الكويـتية لدورتـين لـمدة أربع سـنوات، وواصلت كـتابة القصة القصيرة والرواية والنشاطات الثقافية داخل الكويت وخارجها، علمًا بأن مجموعتها القصصية الأولى بعنوان «امرأة في إناء» صدرت عام 1976. وروايتها الأولى «المرأة والقط» أبصرت النور في عام 1985. أما روايتها الثانية «وسمية تخرج من البحر» التي نشرتها عام 1986 فقد اختيرت ضمن أفضل مائة رواية عربية في القرن العشرين، ناهيك عن أن هذه الرواية تحولت إلى عمل تلفزيوني شاركت به دولة الكويت في مهرجان الإذاعة والتلفزيون بالقاهرة، وقــُدمتْ على المسرح ضمن مهرجان المسرح للشباب عام 2007. ومن رواياتها الأخرى: العصعص (2002)، المحاكمة (2004)، صمت الفراشات (2007)، خذها لا أريدها (2008)، حلم الليلة الأولى (2010)، ورواية حكاية صفية (2013). أما نتاجها من القصص القصيرة فيشتمل على 15 مجموعة قصصية قصيرة كتبتها ما بين عامي 1976 و2011.  وقد ســُجل عنها وصفها الكتابة بأنها: «حرفة الشقاء والسعادة، سرير الحرير والشوك، في كثير من الأحيان أحس أن الكتابة هي أمي وأبي اللذان لابد أن أخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وهي أولادي، والاستعمار الذي لا أناهضه ولا أقوم بثورة ضده، وهي الرجل الذي أحب، ومهما عذّبني أتوق إليه، وإن هجرَني بحثتُ عنه، وإن مللتُ منه طلّقته عنادًا، ثم عدتُ إليه قبل أن تنتهي شهور العِدة».  وتقديرًا لجهودها وأنشطتها وغزارة إنتاجها الأدبي حصلت على جوائز تقديرية من وزارة الإعلام ورابطة الأدباء ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم العالي والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت. كما نالت دروعًا وأوسمة وشهادات تقدير من العراق ومصر واليمن وتونس ولبنان ومجلس التعاون الخليجي، هذا فضلاً عن مشاركاتها في العديد من المؤتمرات مثل: ملتقى القصة القصيرة في دول مجلس التعاون الخليجي بالإمارات عام 1989، وندوة المؤتمر العالمي في باكستان عام 1995، ومؤتمر الرواية العربية بالقاهرة عام 2005، ومعظم مؤتمرات اتحاد الكتاب العرب.  العثمان في أحد برامجها المبكرة من تلفزيون الكويت   ومما لاشك فيه أن إبداعات العثمان الأدبية ليست سوى نتاج حياة حفلت بالكثير من المعاناة والقسوة داخل الأسرة وخارجها. تلك المعاناة التي تحدثت عنها أولاً في كتابها الصادر سنة 1999 تحت عنوان «بلا قيود... دعوني أتكلم»، ثم في روايتها المعنونة بـ«المحاكمة... مقطع من سيرة الواقع» سنة 2000. ثم في كتابها «أنفض عني الغبار»، وربما تستكملها في كتاب آخر كونها اختتمت كتابها الأخير بجملة «لم تنتهِ الحياة بعد». قدمت لكتاب «أنفض عني الغبار» الباحثة والأكاديمية الكويتية الدكتورة نجمة عبدالله إدريس فقالت: «لو تسنى لك دخول بيت ليلى العثمان في زيارة ما فسوف تطالعك صورة مكبرة لأبيها تكاد تقترب من الحجم الطبيعي، وهو مشتمل (بشته) وعقاله، جالس تلك الجلسة المطمئنة، مشع بوسامة ومهابة لا تنال منها السنوات. ولو تصادف أن دارَ تعليقٌ حول الصورة، فسوف تؤكد لك سيدةُ البيت أن لا أحد يجرؤ (من الأبناء أو الأنسباء) أن يزحزح الصورة من مكانها أو يستبدلها، سواء في بيتها هذا أو في أي مكان آخر تمتلكه...».  لكن هذا الأب المهاب كان سببًا في معاناة مريرة لابنته ليلى منذ أن كانت في رحم أمها. فهو لم يكتفِ بطلاق أمها لأن الأخيرة أنجبت له أنثى ظلت مكروهة لهذا السبب، وإنما عاملها بقسوة شديدة يوم أن عادت لاجئة إليه من قسوة أشد ذاقتها على يد زوج أمها الذي كان يسلخ جلد قدميها بملقط النار، فيما الأم مغلوبة على أمرها وغير قادرة حتى على مواساة ابنتها دعك من علاجها. تتذكر العثمان أمها فتقول بمرارة «لا أذكر أن أمي كانت حنونة، لا أذكر أنها هدهدتني قبل النوم، وحكت لي الحكايات».  وحينما عادت العثمان إلى والدها لتحتمي به من بعد عذاب ثلاث سنوات في منزل زوج أمها، أخرجها والدها من مدرستها وسجنها في المنزل، وترك الحبل على الغارب لزوجته الجديدة كي تفعل بها ما تشاء بجبروت زوجة الأب المعروف. وفي هذا السياق نقل إيهاب الحضري في الأهرام المسائي (26/‏11/‏2017) عن العثمان ما مفاده أن زوجة أبيها كانت تفرش لها ولأخواتها الثلاث بساطًا مغبرًا وفرشات بلا شراشف لينمن عليها، وأن طعام الإفطار كان مقصورًا على الشاي والخبز في حين أن أخواتهن من الأب كن يأكلن القشطة والبيض، كما كانت تلقي بألعابها وجدايل شعرها في النار، وتعاملها كخادمة.  العثمان توقع أحد مؤلفاتها   كل هذا كان سببًا في ترديدها عبارة «تمنيت أن يموت أبي، فأخرج حرة من بيته إلى أفق يسمح لأجنحتي بالطيران» في ثلاث مناسبات مختلفة: الأولى حين صفعها وبصق في وجهها عندما قرأ قصيدة رومانسية من تأليفها، والثانية عندما أجبرها على عدم إكمال تعليمها ومنعها من الذهاب للمدرسة، والثالثة عندما تزوجت واقتنع زوجها بموهبتها وأراد مساعدتها ونشر إبداعاتها في الصحف ولكن أباها رفض الأمر بشكل قاطع. وهي بترديدها تلك العبارة إنما كانت تحت تأثير«وجع الطفولة وأحزانها المتكتمة، ووجوه الحرمان المدقع والتوهان، وفقدان الأمن النفسي والمكاني. وعلى رغم ما لفقدان ظل الأم من أثر في تكوينها النفسي، ظلّ الكيان الأبوي (المتزعزع) يظل أبعد أثراً وأعمق جذورًا. لكنها تضع أسس معاناتها في سلة الأب، الرمز الأعظم للانتماء والاحتواء المفقودين، والراعي الذي غفل عن رعيته (ربما بلا قصد) أو اشتد في التنشئة أيّما شدة، فتحوّلت إلى قسوةٍ وسطوةٍ تبرّرها تقاليد المجتمع وأعرافه» بحسب نجمة إدريس. انتهت معاناة الطفولة، لكنها لم تنتهِ في الكبر. ففي عام 1996 قام أربعة من الجماعة السلفية المتشددة في الكويت برفع دعوى ضدها في المحاكم يتهمونها فيها بنشر كتب تدعو إلى الرذيلة وتحث على الفسق والفجور. تقول العثمان طبقًا لما كتبه «علي عطا »في الحياة (24/‏12/‏2017): استمرت المحاكمة أربع سنوات، وحين صدر الحكم بسجني مدة شهرين مع الشغل والنفاذ، كنتُ في بيروت. قال لي صوتٌ من داخلي: أكتبي. لا شيء غير الكتابة منقذ وشاف. وهكذا ولد كتاب «المحاكمة.. مقطع من سيرة الواقع»، الذي منعته الرقابة في الكويت، كما منعت الذي صدر لي قبله أثناء المحاكمة وهو رواية «العصعص»، والمجموعة القصصية «يحدث كل ليلة». وهي أهدت كتاب (المحاكمة) إلى الأربعة الذين رفعوا ضدها الدعوى (لأن تلك الدعوى ساهمت بدفعي إلى الكتابة). ومما يجدر بنا ذكره أن ستة من مؤلفات العثمان ممنوعة في الكويت بينما تباع في السعودية. كانت هذه المعاناة موجعة لأنها أيقظتها على ما آلت إليه الأحوال في بلدها، ونجد تجليات ذلك في قولها: «كنتُ محظوظة يوم بدأتُ النشر في الصحافة عام 1965، فقد كان مجتمعي آنذاك منفتحًا يتنفس هواء الحرية. مجتمع آمن بالمرأة وحقها في التعليم والعمل والتعبير عن ذاتها ومشاعرها بصوت صريح وجريء. لقد كتبتُ في فضاءات رحبة متحررة من كل قيد، ونشرتُ كلّ ما كتبتُه في الصحف اليومية والمجلات، وكان جريئاً، فلم يعترض أحدٌ حينها، ولم يكن للرقابة أي سلطة».  زوجها الثاني الفلسطيني وليد أبوبكر   بعد ذلك، جاءت معاناتها الزوجية. إذ كان الحلم بالزواج يراودها دائمًا كوسيلة للهروب الآمن من جبروت والدها وفرماناته القاسية، وكسبيل لتحقيق ذاتها في ظل رجل منفتح يقدر مواهبها ويمنحها الثقة والحرية. وهكذا تزوجت للمرة الأولى وهي ابنة الثامنة عشرة من طبيب فلسطيني يكبرها بثلاثة وثلاثين سنة اسمه حسني منصور. هذا الأخير اعترف بمواهبها الشعرية المبكرة وحاول مساعدتها بنشر نتاجها في الصحافة الكويتية، غير أن والدها كان لها بالمرصاد، فتعطلت طموحاتها مؤقتًا ولم تتحقق إلا بعد ثلاثة أشهر حينما توفي والدها. وبهذا انطلقت في عالم الصحافة والأدب وبدأت تشعر بأضواء الشهرة وحلاوة التواصل مع الناس، غير أنها سرعان ما شعرت بقيود المهنة ومتاعبها. في عام 1973 توفي حسني منصور تاركًا خلفه زوجة شابة وأربعة أطفال أكبرهم في السابعة من عمره. فكان عليها تحمل أعباء أولادها بنفسها، ولم تفكر في تكرار تجربة الزواج من رجل آخر كي يعينها على أعباء الحياة. غير أن الأقدار وضعت في طريقها فلسطينيًا آخر هوالكاتب والإعلامي «وليد أبوبكر» الذي أحبته وتزوجته وعاشت معه 18 سنة وصفتها بـ«أجمل سنوات عمري وأثراها»، هذا على الرغم من أن الزوج الجديد لم يكن متحمسًا لنتاجها الشعري وكان يعتبره سيئًا ومضيعة للوقت، إلى أن اتجهت لكتابة القصص القصيرة التي راح أبوبكر يشجعها عليها ويساعدها فيها لجهة التنقيح. على أن زيجتها الثانية انتهت بافتراق طرفيها تحت ضغط تداعيات الغزو العراقي للكويت سنة 1990. فبعد تحرير الكويت تمّ إبعاد وليد أبوبكر عن البلاد لتورطه في مسائل سياسية، وإدلائه بأحاديث وجدت القيادة الكويتية أنها مسيئة. افترق الزوجان بهدوء، دون أن تنقطع العلاقة بينهما كصديقين يتقابلان خارج الكويت في الأردن أو دبي، كلما وجدا فرصة. يقول الباحث الكويتي خليل علي حيدر في مقال نشره في الأيام البحرينية (8/‏10/‏2018) ما مفاده أن ليلى العثمان مع الحداثة لكن ليس أي حداثة. ويفسر ذلك بما قالته من أنه «باسم الحداثة أصبح الشعر مشوهًا، والقصة، وانفتح الباب أمام محدودي الموهبة، وحولوا الشعر إلى هلوسات بليدة، لا تمت إلى أدبية وقدسية الشعر بشيء. هناك محاولات غير مكتملة ولا تستند إلى أي أساس متين، عند البعض هي ابتكارات ــ جنونيات، فجّر البعض من خلالها عقده النفسية، فلم يعد الشعر يعبر عن تجربة أو حالة أو موقف، أصبح ممارسة لغوية بحتة، وهناك إصرار على القطيعة مع الماضي، وكأن هناك تصفية حساب ما، فأصبحت الكتابات تفتقر إلى الحرارة والمعاناة» أي أن استياءها هو من التسطيح والتعجل والارتجال في الكتابة، وكذلك تزاحم غير المؤهلين على موائد الأدب ومجالات النشر.

مشاركة :