روما – تملك جوفانا باراسكاندولو البالغة 23 عاما سيارة من طراز "فيات 500" تكبرها بثلاثة عقود لكنها تبدو جديدة ومتجددة… فهذه المهندسة الإيطالية الشابة التي لم تكن تفقه شيئا في ميكانيك السيارات نفضت عنها غبار الزمن. وتقول "هذا الشغف ولد صدفة". فقد صعدت يوما إلى سيارة "فيات 500" قديمة تملكها صديقتها "فجذبتني هذه السيارة بلوحة القيادة البسيطة والأزرار…" لكن هذه السيارة الصغيرة التي كانت منتشرة جدا في الماضي أصبحت اليوم محط اهتمام محبي الجمع وبات سعرها غاليا جدا. فقررت الشابة بيع دراجتها النارية لتشتري بسعر ألفي يورو سيارة "فيات 500" تعود للعام 1967 "صدئة بالكامل، لا تعمل ولا تفرمل". وانتقلت جوفانا إلى مستودع قديم وأقامت في إحدى زوايا هذا المكان الفسيح مرآبا حيث راحت تعتني بسياراتها وتعمل على اصلاح سيارتها والاعتناء بها وهي تعمل على سيارة أخرى تنوي بيعها مجددا. إلا أن الطريق كان طويلا فقد احتاجت إلى سنة لاجراء أبحاث في الكتب والمنتديات عبر الانترنت.. ومن الخبرة العملية. وتروي قائلة "نقلت المحرك إلى غرفة النوم (..) وفي أوقات الفراغ رحت أفكك القطع وأصلحها". وفي كل مرة كانت تلتقط الكثير من الصور لتعرف إلى أين تعيد القطع في ما بعد. وحده الهيكل الخارجي سلمته إلى خبير في هذا المجال. وتوضح "انا غير قادرة على إزالة الأجزاء الصدئة ولحمها من دون أن يكون هناك شخص ليرشدني". لكن الوضع سيتغير. فهي تعرفت على حداد سيارات ستتدرب لديه لمدة تزيد عن الشهر ليعلمها أسس المهنة. وتحاول الشابة الحائزة شهادة في الهندسة المعمارية إيجاد السبيل لتعتاش من شغفها بالسيارات القديمة. وتؤكد "أحب أن أفككها وأفهمها وأرممها. كانت سيارة فيات 500 حبي الأول وهي السيارة المثالية للتعلم. إنها بسيطة لكن أحب ان أهتم أيضا بسيارات أهم وأغلى ثمنا". وقد صورت هذه الشابة كل ما تقوم بها في مرآبها "ناناز غاراج" بهدف استحداث قناة خاصة بها عبر "يوتيوب". وترى الشابة التي أمضت ليالي طويلة تناقش عبر الانترنت شؤون هذه السيارة متجاهلة الملاحظات التي تنطوي على تمييز ضد النساء، أن المنتديات المتخصصة "العائدة للتسعينات" بحاجة إلى تحديث.