حسب دراسة أُجريت في أمريكا، فإنّ ارتفاع ضغط الدم، وبعض أمراض القلب، واضطرابات النوم للإنسان، متناسبة طرديًا مع الضوضاء التي يتعرّض لها، والتي تُقاس درجتها عالميًا بوحدة الديسيبل!. كما تقول الدراسة إنّ العالم يُنفق المليارات على مكافحة التلوث البيئي، ولا يكترث بالتلوث الصوتي، أي الضوضاء، رغم أنها خطيرة بالمثل على الإنسان!. الدراسة تتحدث عن ضوضاء بدرجة ٦٥ ديسيبل، ممّا تعتبر مرتفعة وضارة، وهذا في أمريكا، بينما توجد مدن في المملكة تتجاوز ضوضاؤها هذه الدرجة، في الشوارع المزدحمة بالسيارات، والمليئة بالفوضى والتفحيط والأبواق والمطبّات، أو حتى حول المساجد المتجاورة التي يبالغ البعض في رفع صوت ميكروفوناتها الخارجية في شهر رمضان، وتتعارض فيها أصوات الأئمّة، والمحصّلة هي ديسيبلات ضوضاء مرتفعة تنتشر كالفيروسات في الجوّ!. والضوضاء كما التلوث البيئي هما من آثار البشر السلبية، لكن يمكن القضاء على الضوضاء بطرق مجانية، ولا يحتاج الأمر سوى تحسين ثقافة الناس عند التعامل مع الأصوات، عكس التلوث البيئي الذي يحتاج لعمليات سلوكية وصناعية كثيرة، ومع ذلك يفشل الكثير منّا في تحقيق ذلك!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت إنّ الله عزّ وجلّ أمر المؤمنين أن يغضّوا أصواتهم عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كي لا تحبط أعمالهم وهم لا يشعرون، في إشارة إلهية لخطورة وكراهية الضوضاء، وكم نحن نحتاج لغضّ ديسيبلات ضوضائنا، فصحة كثيرٍ منّا مُحبطة جدًا، النفسية والعضوية، ولا تحتاج لمزيد من الإحباط!. @T_algashgari algashgari@gmail.com
مشاركة :