لو تضاربت آراء ٣ أطباء حول مريض ما، فقال أحدهم: إنه في خطر، وقال الثاني: إنّ الخطر زال عنه، بينما صَمَتَ الثالث، فماذا يكون موقف المريض؟ أكيد سيخاف، ولو قال: حسبي الله، عليه توكّلْت، وهو ربّ العرش العظيم، لكان خيرًا له!. كذلك الحال مع أهل جدّة، خصوصًا أهل منطقة قويزة، الذين وحسب جريدة المدينة (الجمعة الماضية الأول من صفر)، فوجئوا بتركيب الأمانة للوحات تُحذر من فيضان الأمطار، فخافوا، إذ لم ينسوا بعد غرق الكثير منهم قبل سنوات!. الأمانة هي الطبيب الأول الذي قال: إنّ المريض، عفوًا، جدة، في خطر، والطبيب الثاني هو الدفاع المدني الذي صرّح أنه لا علاقة له باللوحات، وأنّ محافظة جدة كلها، لا قويزة وحدها، محميّة بمنشآت تصريف الأمطار التي بُنيت حديثًا، وأنّ الفيضان مُستبعد، أمّا الطبيب الثالث الذي صَمَتَ، فهو الذي كُلِّف ببناء المنشآت من شركة أرامكو، والصمت حكمة، لكن ليس في مثل هذا الموقف!. إذن ماذا يفعل أهل جدّة وسط حالة عدم التنسيق، عدم التعاون، عدم الاتفاق، بين الجهات الثلاث المسؤولة عن السلامة من الأمطار؟ هل يطلعون للطائف ويقطفون إحدى ورودها؟ ثمّ ينزعون ورقاتها واحدةً تلو أخرى؟ قائلين مع الورقة الأولى: «في خطر»، ومع الثانية: «ما في خطر»، وهكذا حتى نهاية نزع الورقات؟ راجين أن يكون قولهم مع آخر ورقة: «ما في خطر»!. هل يفعلون ذلك؟ أنا أنصحهم أن يقولوا: حسْبُنا الله، عليه توكّلْنا، وهو ربّ العرش العظيم!. @T_algashgari algashgari@gmail.com
مشاركة :