** قواعد اللعبة تغيرت، وصرنا نعرف جيداً الرافضين للتغير والتغيير، الذين يخشون انحسار الأضواء عنهم أو غيابها، ويصرون على استحداث الأشياء التي تضمن بقاءهم في منتصف نقطة الاهتمام، ويخلقون قضايا هامشية وقتية تعمينا عن قضايانا الأساسية، ويصرون على تقديمها للسطح وتسطيحنا، ليظلوا في عمق مصالحهم الشخصية.. وأطماعهم. ** قواعد اللعبة تغيرت، وبات واضحاً لنا أصحاب المصالح السياسية باسم الدين، حيث اعتادوا - ولعقود - استغلال النصوص الدينية وتحويرها لتوظيف مشروعاتهم، سواء كانت الانتماءات حزبية أو طائفية أو غير ذلك، وجاءوا مبشرين عبر برامج ظاهرها الصلاح، وباطنها الضلال، وقافزين على المصالح الوطنية والإنسانية من أجل أن يوصلوا سمومهم. ** قواعد اللعبة تغيرت، وظهرت للعامة قوائم الذين يصنعون التشدد والتطرف، ويقتاتون من بقاء ذلك في المجتمع، ويسهمون بمناسبة أو بدون مناسبة على تغذيته، ثم يتراجعون عن أقاويلهم بأساليبهم المتلونة، متى ما التفت حولهم مشانق الأسئلة، ونيران اللوم، ثم عادوا من جديد ينادون بالوسطية والاعتدال، وأنهم مجرد ضحايا كغيرهم! ** قواعد اللعبة تغيرت، وزادت معدلات الوعي، وأصبح رفض الأفكار ليس جرماً، كما كان سابقاً، وخاصة في وجه الذين يسقطون عليها أبعاداً أكبر من مساحة الفكرة، ليضمنوا نجاح سياسة التجييش والتصنيف، ومحاولة إقامة المعارك النفسية مع المختلفين، ثم يمضون للتفتيش عن جريمة فكرية أخرى.. ** قواعد اللعبة تغيرت، وحصل الجميع على منابرهم الخاصة، بعد أن كانت محدودة ومقصورة، تمنح لمن يفوز بموافقة فئات معينة، ليقول ما تريده هذه الفئات، لكن الأمر صار مختلفاً، فالكل يقول ما يريد، في الوقت الذي يريد، وبالطريقة التي يريد، والفيصل هو المتلقي، الذي لم يعد يقبل بسياسة القطيع، وإنما يريد أن يكون مشاركاً بالرأي، وقاسياً في النقد، وثائراً على كثير من الجمود. ** قواعد اللعبة تغيرت، وأصبحت الأشياء الثابتة فيها "وجهة نظر"، الثابتة بنظر من يعتقدون أنهم يملكون مفاتيح العلم، حيث تغيروا بعدما اكتشفوا أن قوانين الحياة تطلب منهم ذلك، وراحوا يبررون أسباب اغتيال الأحلام، ويدفعون تعويضات الأيام بالكلام، بعد أن حصدوا الأموال والشهرة والنفوذ، وظهروا من جديد لينافسوا على نجومية المنصات الجديدة. ** قواعد اللعبة تغيرت، وأصبحت ظروف المجتمعات متغيرة، ومتسارعة أكثر مما يحتمله الوقوف، أو يقبله التحليل، ولا تستجيب سوى للغة المرحلة، التي لا تعرف إلا الوضوح والمباشرة والصدق، وهو ما يجب أن يتقنه كل من تيقن أن "قواعد اللعبة.. لا تلعب"! ** قواعد اللعبة تغيرت، وعرفنا من يرفض جنون "داعش"، ومن يدعم هذا التنظيم المتطرف.. حتى ضمنياً! والسلام.
مشاركة :