لعبة الكراسي! - أمجد المنيف

  • 11/10/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أعتقد بأننا الوحيدون الذين يعانون من قضية «لعبة الكراسي»، وأعني بها عملية التبديل في مقاعد الطائرة قبل الإقلاع، بل إنها أحد أسباب تأخير الرحلات في بعض الأحيان، وأتفهم بالتأكيد طبيعة المجتمع تجاه هذه القضية، والتعامل معها بأبعاد قد لا يستوعبها من يعيش خارجه، ولكن ما لا أفهمه أننا لم نجد - حتى هذه اللحظة - حلا يسهل من هذه العملية، رغم وجود آلاف الطرائق لذلك، أبسطها التنسيق قبل ركوب الطائرة. مع كثرة السفر، أزعم بأنني اكتسبت الخبرة المعقولة في معرفة أفضل المقاعد، مع مراعاة الاختلاف في نوع الطائرات والخطوط، لذلك أفضل دوما أن اختار مقعدي بشكل مبكر، وأحيانا مع الحجز مباشرة، لأضمن رحلة مناسبة نوعا ما. لكن المشكلة أن كل ما سبق لا يعني كثيرا من المضيفين، وبعض الركاب، وبسهولة يطالبونك بالانتقال، وكأنه حق من حقوقهم، مع التأكيد بأنك (كراكب) تمتلك الحق في عدم الموافقة على التغيير، خاصة أن بعض المقاعد يتم اختيارها بمقابل مالي، و»البوردنق» بمثابة العقد الرسمي، ولكن «ثقافة المجتمع» أقوى من القانون أحيانا.. أقصد دائما! تتحجج شركات الطيران بثقافة الركاب، ولا شك في ذلك، ولكن الثقافة لا تهبط من السماء، ما لم تقم جهات - ذات علاقة - بهذه المهمة، كجزء من دورها المجتمعي، وتحديدا في الجانب التوعوي والتثقيفي. لا أتذكر بأن أيا من الخطوط، أو «هيئة الطيران المدني»، قامت بحملة تثقيفية حول هذا، وأخبروني لو سمعتم عن ذلك، حيث إن الواجب على هذه المنظمات أن تنمي ثقافة الحقوق في السفر، التي من ضمنها مقعدك في الطائرة، وسيرضخ الجميع للقانون متى ما وجدوه صارما، وعملوا سلفا على ما يمكن أن يجنبهم المرور في دهاليز هذه اللعبة، إذا ما واجهوا نظاما صادقا لا يجامل البعض، على حساب حقوق الآخرين. بعض شركات الخطوط تلاحق التقنية أولا بأول، وتوظفها في أنظمتها بشكل متسارع، لتكون مختلفة أولا، ولتوفر كل ما من شأنه أن يريح عملاءها. في السنوات الأخيرة، حاولت معظم هذه الشركات الاستفادة من ثورة الشبكات الاجتماعية، وربطها مع عملياتها، لذلك وفر بعضها أنظمة تربطك بحساباتك الشخصية، لتختار مقعدا بجانب أحد أصدقائك في هذه الشبكات، متى ما سمح لك بمعرفة وجوده على هذه الرحلة، وخاصة على شبكة الLinkedIn، الشبكة الأكثر تخصصا واحترافا، لأنهم يفترضون أن عددا لا بأس به يسافر في رحلات عمل، ولقاء متخصص في مجاله أو حقله يعد فرصة للجلوس بجانبه والحديث معه. ولا أعتقد بأن الأمر سيقف عند هذا الحد، مع التدفق التقني الذي غير من ملامح كل الأشياء. حقيقة، كنت أفكر أن أختم مقالي بمقترح لشركات الطيران لدينا بالتعاطي الجاد مع شبكات التواصل الاجتماعي، لكني تراجعت، لأنني تذكرت أن الأشياء تختلف لدينا عما يحدث في العالم، إذ إن مسألة الربط بالحسابات الشخصية ستمر في سلسلة إجراءات وموافقات لا منتهية، قد تستغرق وقتا أطول من مدة الرحلة، كأن تحصل على موافقة «هيئة الأمر بالمعروف» مثلا.. والسلام

مشاركة :