البرامج التلفزيونية التي تجمع المتعة والثقافة والهدف النبيل نادرة، ولكنّ (العربية) وفِّقت في إنتاج برنامج رائع .. متميز .. نادر المثيل .. يُمثل الرسالة الإعلامية التي تمزج المتعة بالفائدة وتحقق الهدف النبيل بشكل غير مباشر، وهذا أكثر تأثيراً وأبقى في الذاكرة وأرسخ في الوجدان، فهو ينفذ الى الأعماق من خلال الإعجاب والاستمتاع فيُعمِّق حب الوطن في المشاهدين من العرب عامة والسعوديين خاصة، لأنه يقدم لهم -على الطبيعة- مشاهد يحبونها منذ الطفولة ولكن أنستهم إياها مشاغل الحياة وندرة الأعمال الإعلامية الموثقة، حتى حجبها الزمن عن الذاكرة، ولكن هاهو ذا الدكتور (عيداليحيى) يزيل ذلك الغبار عن تلك المشاهد ويزيد الحب لأرض المملكة (مهد العرب ومهبط الوحي) بإحياء سير أعلام العرب في الشعر والحب والكرم والشجاعة والشهامة، بشكل مجسد، ممتع، ليس فيه أمر أو نهي، أو كلام إنشائي، بل هي الحقائق بأماكنها التاريخية وجبالها وسهولها وأشجارها تكاد تنطق وتنتفض حيّة تعيد الزمن الجميل والتاريخ المجيد أمام الناظرين ويخرج المخزون الثمين لدى كل عربي رحل منذ الطفولة مع (امرىء القيس) ودُهش من مغامرات (الشنفرى) وتعاطف مع (قيس بن الملوح) وعشق البطولة مع (عنترة بن شداد) والكرم مع (حاتم الطائي) والوفاء مع (السموأل) والانتصار في (ذي قار) وغيرها من القيم الكريمة المقدمة على طبق من ذهب بالصوت والصورة والشعر البليغ ومناظر أرض العرب الأصيلة التي لا تزال شامخة شاهدة على عراقة ٍمجيدة اشتقنا لها منذ أخيلة الطفولة.. السؤال الذي يحيرني: لماذا لا تقوم بنوكنا وشركاتنا الكبرى برعاية هذا البرنامج الرائع الذي يجمع المتعة والثقافة ويرسِّخ حب الوطن ويجذِّر الانتماء لهذه الأرض والاعتزاز بها؟.. نعم سبق (لبنك الرياض) مشكوراً أن موّل رحلة ويمول جائزة (كتاب العام) ولكننا نأمل من بقية بنوكنا وشركاتنا رعاية أمثال هذا البرنامج (الراقي) (على خطى العرب) والبرامج الوثائقية العربية التي لا تزال أقل من القليل فهذا عمل وطني وحتى عائده المادي أفضل على المدى من الاعلانات التجارية ... تحية صادقة لقناة العربية وللدكتور النشيط (عيد اليحيى) بحيوية وابتهاج وثقافة واستضاف كثيراً من المتخصصين بالأماكن والجبال في نفس المواقع.
مشاركة :