يتوقف بعض المبدعين عن الكتابة، الأمر الذي يطرح سؤالين يتعلقان بهذه الظاهرة، يرتبط الأول بالوقت الذي يقرر فيه أحدهم ذلك، ويختص الثاني بالأسباب التي تدفع الكاتب إلى الانعزال والعيش في الهامش بعيداً عن الوسط الثقافي، وفي هذا الملف من «الخليج الثقافي» حاولنا الإضاءة على هذه الظاهرة محلياً وعربياً وعالمياً، والاقتراب من إجابة عن هذين السؤالين؛ لكن يبقى السؤال الأهم مفتوح للنقاش والحوار: هل يمكن اعتزال الكتابة؟، ربما تتعثر الذاكرة وهي تفتش عن كاتب «صاحب مشروع» توقف عن الكتابة، وهو ما يدفعنا إلى تأمل فعل الكتابة نفسه، هل الكتابة ذلك الفضاء اللحظي الذي يفرغ فيه بعض أصحاب المواهب شحنتهم العاطفية ويطرحون من خلاله أسئلتهم الملحة والمؤرقة؟، وبالتالي يمكنهم الانقطاع عن ذلك الفعل بعد التعبير عن هذه الشحنة، أم أن الكتابة ذلك الهم الذي يرافق البعض طوال الحياة، ولا يمكنهم العيش من دونه؟، وبناء على ذلك يستحيل هجره أو اعتزاله.
مشاركة :