لقد تميز الإنسان عن غيره من الكائنات بالعقل، وبواسطته يفكر ويخترع ويطور ويرتقي، وغني عن القول أننا دون هذا العقل سنكون كالتائهين في حياتنا، بل سنكون في نفس مستوى المخلوقات التي تشاركنا العيش على هذه الأرض، وعلى الرغم من وجود العقل في كل إنسان، إلا أن مستويات التفكير تختلف من شخص لآخر، فبيننا من فتح عينيه وهو بالفطرة مبدع، وهناك من يحتاج إلى تفكير عميق في كل صغيرة وكبيرة، حتى يستطيع أن يصنع شيئاً إبداعياً، وتعد هذه الجوانب الإبداعية طريقة للتفكير تسمى التفكير الإيجابي أو الإبداعي، وهي مفيدة لتطوير العالم كما هي مفيدة لتطوير صاحبها. ابدأ بصنع أي شيء، طالما فكرت به أو تبحث عن حل له، ولا تنحصر هذه الأشياء فقط على الأفكار العلمية، وإنما الأمر متاح لك للقيام بأي شيء تحبه ويكون قريباً لقلبك، ككتابة مقال عن أي موضوع أو كتابة أحداث يومك بطريقة مشوقة وغير مألوفة، وإن كنت تعشق الأجهزة التقنية، البرمجيات، والأجهزة الذكية حاول كتابة برنامج لصنع حاسبة أو فك شفرة لأي برنامج، وبغض النظر عن النتائج التي سوف تحصل عليها وما هو مستوى الشيء الذي قدّمته فإنّ المحاولة هي بداية لتقويّة الذاكرة، والتفكير في الأمور بطرقٍ جديدة ومختلفة عن أقرانك، وستبدع في أي مجال تحبه. الجميع يستطيع التفكير بشكل إبداعي والجميع يملك هذا العامل، إلا أنه يحتاج إلى صقل وتدريب والتنمية التي تساعدك في الحصول على أفكار إبداعية رائعة، وفي الحقيقة فإن التفكير الإبداعي وتنميته أصبح يدرّس اليوم في المدارس والكليات، والمعاهد العليا، فهي تهيئ الفرد لكي يصبح عالماً، أو مفكراً في المستقبل، وتجعله يستجمع قواه، ويفكر بشكل مختلف يفيد من خلاله مجتمعه. هناك بعض الوسائل التي تساعدك على التفكير بشكل استراتيجي وإيجابي، وإن كان عن طريق الترفيه فهنالك العديد من الألعاب التي تعتمد على الذاكرة وقوة التفكير، وأفضلها لعبة الشطرنج، كما أن هذه الألعاب تساعدك على التخيل والتركيز، وأيضاً إن كان لك ابن يكرر الأسئلة ويسأل عن أمور كثيرة فلا تقمعه، أو تسخر منه، لأنه يسير نحو الذكاء، وحتى أنت لا تخجل يوماً من السؤال عما يراود ذهنك، أو عن أحداث تحتاج إلى تفسير كي تستطيع استيعابها بشكل دقيق، ومهما كانت أسئلتك صغيرة اسألها فهي تخفي العديد من الأحداث حولها، كما أن الأسئلة الكثيرة تعمق مدى التفكير لديك، وبالطبع فإن الثقة مهمة لتنمية التفكير الاستراتيجي والناجح، ثق دائماً بالأمور التي تعتقد أنها على صواب. ولا شك بأن مواجهة التحديات هي التدريب الطبيعي لتفكيرك الإبداعي، فلست أنت من يتحكم به بل هي تأتي لاختبارك، فمثلاً يقع الإنسان في كثير من المشاكل المعقدة التي يصعب التفكير حينها، وقد تكثر تلك العقبات في وقت واحد، وهذا قد يشكل مجموعة من الضغوطات لديك التي لا يمكن تحملها، لكن الحل الوحيد هي مواجهة تلك الصعوبات والضغوطات وحلها بطريقة عقلانية، وإلى تفكير عميق للخروج منها، وبعد نهاية هذا المآزق ستجد بأنك وجدت طرقاً كثيرة لزيادة التفكير، والتخطيط الأولي كي تنجح في ذلك، كما أن الإبداع يأتي دائماً بعد عمل شاق ومتعب. ولتنمية الحس الإبداعي والابتكاري، أترككم مع نصيحة ريموند اينمون، التي قال فيها: "إذا كنت تبحث عن فكرة مبتكرة، فاذهب لتمشي، فالإلهام ينزل على الأشخاص الذين يمشون" وفعلاً، حاول في كلّ أسبوع الخروج من المكان الذي تعيش فيه، والذهاب إلى أماكن بعيدة عن الضجيج والضوضاء، ومريحة للعينين، فهي تساعدك على التأمّل في الأحداث التي حصلت معك، والتفكير بشكل مميز ودقيق، وتعدّ البحار والمناطق المرتفعة أفضل هذه الأماكن. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :