أثار الغضب الناجم عن موت جورج فلويد، موجة من الاحتجاجات في الولايات المتحدة وخارجها، حيث عبر الناس عن معارضتهم للعنصرية ووحشية الشرطة، بالإضافة إلى المطالبة بالعدالة والإنصاف الاجتماعي. لقد مات فلويد، وهو رجل أمريكي من أصل أفريقي أعزل، مختنقا بعد أن جثا ضابط شرطة أبيض على رقبته لمدة تسع دقائق تقريبا في مينيابوليس، بولاية مينيسوتا الأمريكية، في 25 مايو المنصرم. وسار الآلاف من المتظاهرين وهم يرددون شعارات ويحملون لافتات، متوجهين إلى واشنطن العاصمة يوم السبت مُحضّرين لما يتوقع أن يكون أكبر تظاهرة في العاصمة الأمريكية، ضد الظلم العنصري ووحشية الشرطة. بعد ثمانية أيام من الاحتجاجات التي تنحسر وتعود للتدفق بالمنطقة، تجمع الناس من جميع أنحاء البلاد بزخم متجدد، وتدفقوا نحو العاصمة واشنطن من أماكن قريبة مثل أرلينغتون بفرجينيا. في ألمانيا، تظاهر عشرات الآلاف احتجاجا على العنصرية ووحشية الشرطة في الولايات المتحدة. وحمل العديد من المتظاهرين الذين يرتدون ملابس سوداء لافتات تدعم حركة "حياة السود مهمة". ودعا المنظمون إلى مظاهرة صامتة استمرت بالضبط 8 دقائق و46 ثانية، وهو الوقت الذي جثا فيه ضابط الشرطة على رقبة فلويد ليفقد وعيه. وفي برلين وحدها، قالت الشرطة إن حوالي 15 ألفا تجمعوا في ميدان الكسندر، رغم إجراءات التباعد الاجتماعي بسبب كوفيد-19. وفي ميونيخ، خرج حوالي 25 ألف متظاهر إلى الشوارع، ولكن وفقا للشرطة، لم يسجل سوى 200 شخص في الحدث. وتم توسيع منطقة التجمع لتوفير مساحة أكبر للمتظاهرين لتحقيق مسافة التباعد الاجتماعي. وخرجت مظاهرة مماثلة في هامبورغ، شارك فيه نحو 14 ألف شخص. وجثا آلاف الأشخاص على رُكَبهم في الشوارع خارج السفارة الأمريكية في أيرلندا، وهي التظاهرة الثالثة من نوعها بعد مقتل جورج فلويد، حيث يطالب المتظاهرون بتغيير منهجي للعنصرية العميقة الجذور الموجودة في أمريكا وكذلك في أماكن اخرى. في 31 مايو المنصرم، نظمت مجموعة من حوالي 100 شخص احتجاجا سلميا خارج السفارة الأمريكية في بولزبريدج، بينما نظمت مجموعة أخرى من الأشخاص مظاهرة خارج المقر الرسمي للسفير الأمريكي في أيرلندا. بعد ذلك بيوم واحد، سار آلاف المتظاهرين على بعد أميال من وسط مدينة دبلن إلى السفارة الأمريكية حيث وقفوا دقيقة صمت تكريما لجورج فلويد، وطالبوا بالعدالة له مرددين هتافات قوية مختلفة، ومنها تلك العبارة التي باتت شهيرة وهي "لا أستطيع التنفس". ويوم السبت، تظاهر عشرات الآلاف في باريس والعديد من المدن الفرنسية الأخرى تكريما لجورج فلويد. وتجمع المتظاهرون بشكل كبير في ساحة الكونكورد وتشامب دي مارس بالقرب من برج إيفل لإظهار تضامنهم مع المظاهرات واسعة النطاق في الولايات المتحدة. وفي مدن ليون ورين ومرسيليا وبوردو وليل وروان، تحدى الناس أيضا الحظر الصحي وانضموا إلى المسيرات المناهضة للعنصرية وعنف الشرطة. وفي أنحاء بريطانيا، انضم آلاف الأشخاص يوم السبت إلى احتجاجات "حياة السود مهمة". وجثا المتظاهرون في وسط لندن على رُكبهم والتزموا دقيقة صمت قبل أن يبدأوا هتافات "لا عدالة، لا سلام". وسارت حشود ضخمة في مسيرات يوم السبت في مظاهرات "حياة السود مهمة" في مدن بجميع أنحاء أستراليا، ومنها سيدني حيث تم إلغاء قرار المحكمة العليا بحظر الاحتجاج في اللحظة الأخيرة. وخرج الآلاف من الناس في بريسبان وأديلايد، وحشود أكبر في مدينتي ملبورن وسيدني الأكثر اكتظاظا بالسكان. في جنوب أفريقيا، قال الرئيس سيريل رامافوسا يوم السبت إن جنوب إفريقيا "تتضامن مع أشقائنا وشقيقاتنا الأمريكيين من أصول إفريقية" في محاربة الظلم العنصري. وشدد الرئيس على ضرورة معالجة إرث العنصرية الذي أدى إلى أن يعيش السود في مناطق فقيرة بعيدة عن أماكن العمل والفرص. وقال "يجب أن نمضي قدما في سياسات الإنصاف والعمل الإيجابي لجعل المزيد من الرجال والنساء السود، يصلون إلى عالم العمل".
مشاركة :