توتر في الشارع اللبناني وسط موجة تحذيرات من حرب طائفية | | صحيفة العرب

  • 6/8/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - خيم هدوء حذر على العاصمة اللبنانية صباح الأحد بعد ليلة مشحونة واشتباكات مسلحة في أنحاء من بيروت بين محتجين ضد الحكومة وميليشيات شيعية تابعة لحركة أمل وحزب الله، في وقت دعا فيه الرئيس اللبناني ميشال عون إلى الوحدة الوطنية. وأفادت وسائل إعلام محلية بسماع دوي إطلاق نار في بعض أحياء وضواحي بيروت مساء السبت أثناء اشتباكات بين أنصار الأطراف المتنافسة. وانتشرت قوات الأمن بأعداد كبيرة. وأضافت أن الهدوء عاد بعد مواجهة متوترة في منطقة يسكنها مسيحيون وشيعة، وهي مرتبطة ببدء الحرب الأهلية وتقع على امتداد خط مواجهة سابق. وقال عون "قوتنا كانت وتبقى وستظل في وحدتنا الوطنية... ليكن ما جرى ليل أمس جرس إنذار للجميع". وأضاف "نحن في أمس الحاجة إلى أن نضع اختلافاتنا السياسية جانبا ونسارع إلى العمل معا من أجل استنهاض وطننا من عمق الأزمات المتتالية عليه". من جانبه أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري رفضه أحداث بيروت التي جرت ليل السبت، وقال إنّ "كلّ فعل من أي جهة يستهدف وحدة اللبنانيين وأمنهم واستقرارهم وعيشهم الواحد ووطنهم الواحد ويروج للفتنة، هو فعل إسرائيلي". وفي وقت سابق السبت، أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على متظاهرين رشقوها بالحجارة تعبيرا عن غضبهم من النخبة الحاكمة وأسلوب معالجتها للأزمة. ومساء السبت، توجّهت مجموعات داعمة لـ"حزب الله"، باتجاه محتجين في "ساحة الشهداء" وسط بيروت، وهي تهتف بشعارات طائفية "شيعة، شيعة" و"لبيك يا حسين" و"مناصرة لسلاح الحزب"، وذلك على خلفية مطالبة المحتجين بنزع سلاح الحزب، وتحدث نشطاء عن صدور إساءات للسيدة عائشة وقتها. وإثر ذلك شهدت مناطق عدة في بيروت فعاليات احتجاجية صاحبها قطع طريق رئيسي استنكارًا للتطاول على السيدة عائشة رضي الله عنها، كما شهدت مظاهرة أمام البرلمان مواجهات مع الأمن أسفرت عن إصابة 48 متظاهرا ورجل أمن. وقال رئيس الوزراء حسان دياب، في بيان، إن حكومته "تدين وتستنكر بأشد العبارات، كل هتاف أو شعار طائفي مذهبي، ولا سيما التعرض لأم المؤمنين السيدة عائشة". اقرأ أيضا: اللبنانيون يعودون إلى الشارع للإطاحة بدياب ونزع سلاح حزب الله وأهاب بـ"جميع اللبنانيين وقياداتهم السياسية والروحية التحلي بالوعي". وتولى دياب منصبه في يناير بدعم من حزب الله المدعوم من إيران وحلفاء الجماعة بعد الإطاحة بالحكومة السابقة التي كان يترأسها سعد الحريري بسبب الاحتجاجات التي اندلعت في أكتوبر الماضي. من جانبه نشر سعد الحريري، رئيس تيار المستقبل، سلسلة تغريدات على صفحته عبر تويتر قال فيها "اتوجه إلى كافة المواطنين الذين هالهم التعرض لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، منبهاً الى التزام حدود الوعي والحكمة وعدم الانجرار لأي ردات فعل يمكن ان تهدد السلم الأهلي وتفسح في المجال أمام الجهلة لإشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد". وتعليقاً على تلك الأحداث، قال بري في بيان: "هي الفتنة مجددا تطل برأسها لاغتيال الوطن ووحدته الوطنية واستهداف سلمه الأهلي، هي أشد من القتل ملعون من يوقظها"، محذرًا من "الوقوع في آتونها". واستنكر بري "التطاول أو الإساءة للمقدسات والرموز والحرمات الإسلامية والمسيحية"، مضيفا: "مدان ومستنكر فكيف إذا ما طالت زوجة نبي الرحمة ومتمم مكارم الأخلاق الرسول الأكرم محمد، السيدة عائشة". وعقب أحداث بيروت، حذرت دار الفتوى، في بيان ليل السبت، من "شتم أم المؤمنين السيدة عائشة"، مؤكدة أنها صدرت من "جهلة موتورين". ودون أن يتطرق إلى اتهامات طالت أنصاره بسب السيدة عائشة، قال "حزب الله"، في بيان ليل السبت أيضا، إن "ما صدر من إساءات وهتافات من قبل بعض الأشخاص مرفوض ومستنكر"، مشددا على حرمة ذلك. وعاد مئات المتظاهرين اللبنانيين إلى الشارع السبت احتجاجاً على أداء السلطات العاجزة عن وضع حدّ للانهيار الاقتصادي المتسارع، فيما أثار رفع بعض المجموعات شعار نزع سلاح حزب الله توتراً مع شبان غاضبين موالين له. ويسعى المتظاهرون لتذكير السلطة بأنّهم متمسكون بمطالبهم، بعد أن خذلتهم الحكومة الجديدة التي يسيطر عليها حزب الله بفشلها في تحقيق أي إنجاز ملموس على مستوى الأزمات التي تعصف بلبنان سياسياً ومالياً. وشكلت تظاهرة السبت استمرارا للحراك الذي بدأ في 17 أكتوبر الماضي، لكنها تميزت هذه المرة بشعارات سياسية رفعها المتظاهرون خلال الاحتجاجات، وفي مقدمتها المطالبة بتسليم سلاح حزب الله للدولة.

مشاركة :