بيروت – عاد ملف المساعدات المقدمة إلى لبنان خصوصا مؤسسته العسكرية ليطرح بقوة لدى الدوائر الأميركية لاسيما التشريعية منها، في ظل توجه عام يستهدف ممارسة أقصى الضغوط على إيران والميليشيات الموالية لها وفي مقدمتها حزب الله الذي بات المتحكم الفعلي في مفاصل القرار اللبناني. ويعتزم أعضاء في الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس دونالد ترامب اقتراح أكبر حزمة من العقوبات على إيران هذا الأسبوع ستشمل على ما يبدو لبنان الذي يمر بأسوأ أزمة اقتصادية ومالية منذ نهاية الحرب الأهلية (1975-1990)، وسط محاولات “شبه يائسة” لإنعاشه، مع قرب تنفيذ قانون قيصر الأميركي الذي يستهدف اقتصاد سوريا ولن ينجو لبنان من تبعاته. وأشار موقع “ذو واشنطن بيسون” إلى أن العقوبات المنتظرة تستهدف “شل مشروع الإرهاب العالمي في طهران وإفلاس النظام الذي يعاني من ضائقة مالية”. ولفت إلى أن الجمهوريين سيصدرون مقترحا تشريعيا ضخما يستهدف ما أسماها بالأنظمة “الخبيثة” في جميع أنحاء العالم بما في ذلك روسيا والصين وإيران، ويتضمن أكثر من 150 مبادرة جديدة. ونقل “ذو واشنطن بيسون” عن السيناتور مايك جونسون إن الجزء الخاص بإيران يتضمن فرض أشد العقوبات لتوسيع حملة الضغط التي تفرضها إدارة الرئيس دونالد ترامب على النظام في هذا البلد لأقصى حد. وأوضح جونسون أن الجمهوريين يعتزمون اقتراح سلسلة من الإجراءات التي تستهدف إعاقة التعاون الاقتصادي بين إيران من جهة والعراق ولبنان من جهة ثانية، ومنها إلغاء إعفاءات العقوبات. ووفقا لتقرير الموقع، الذي ترجمته شبكة “الحرة” الأميركية فإن هذا المشروع يشير للمرة الأولى إلى ضرورة وقف كامل للمساعدات الأميركية للجيش اللبناني. مايك جونسون: لا يوجد سبب وجيه لمواصلة منح لبنان المساعدات مايك جونسون: لا يوجد سبب وجيه لمواصلة منح لبنان المساعدات ولطالما شكلت المساعدات الأميركية للبنان وجيشه محل جدل كبير خاصة مع صعود ترامب إلى السلطة في ظل انقسام داخل الدوائر الأميركية حول جدوى هذا التمشي، حيث يرى فريق أن قطع المساعدات سيعني الإضرار بالعلاقات اللبنانية الأميركية التاريخية، والمزيد من إضعاف الجيش بما يفسح المجال أمام تغول حزب الله. ويعتبر الفريق أن وقف الدعم للجيش اللبناني يخدم أجندة حزب الله ومن خلفه إيران، في ظل ضغوط من الطرفين على اللبنانيين لعدم التعويل على القوى الغربية، والسير في نهج سياسي خارجي جديد ينفتح على الشرق. في المقابل يعتقد فريق أميركي آخر أن لا آمال كبيرة تعلق على الجيش في لبنان بمواجهة الحزب الشيعي، الذي نجح على مدى السنوات الأخيرة في تعزيز ترسانته العسكرية في ظل معلومات استخبارية تفيد بامتلاكه أسلحة دقيقة. ويقول هذا الفريق إن الجيش اللبناني تعاون مع حزب الله في محطات عديدة آخرها على الحدود السورية اللبنانية، وهو يغض الطرف عن تحركات عناصر الأخير في تلك الجهة، وبالتالي فإن وقف هذا الدعم بات ضرورة. وأكد النائب جونسون أنه لا يوجد سبب وجيه لمواصلة منح لبنان المساعدات، بعد سيطرة حزب الله على البلاد أحد أبرز وكلاء إيران في منطقة الشرق الأوسط. وقال “يستخدمون دولارات دافعي الضرائب الأميركيين لمواجهة حزب الله ربما كان هذا صحيحًا في الماضي، ولكن يبدو أنه لم يعد صحيحًا، إن الأموال تنفق بطرق تؤدي إلى نتائج عكسية لأهدافنا في المنطقة”. ويعتقد متابعون أنه من غير المرجح أن يتم تمرير المبادرة لاسيما في الجزء المتعلق بلبنان، ذلك أن معظم النواب الأميركيين يؤيدون استمرار الدعم للجيش اللبناني، في ظل وضع إقليمي ملتهب لا يسمح بالمزيد من الخضات الأمنية. وسبق وأن علقت الإدارة الأميركية مساعدات للبنان بقيمة مئة مليون دولار، وذلك في نوفمبر الماضي في محاولة للضغط على حكومة سعد الحريري حينها على خلفية الاحتجاجات التي انفجرت في هذا البلد في 17 أكتوبر تنديدا بالوضعين الاقتصادي والسياسي. وأمام ضغوط دوائر أميركية تراجعت إدارة ترامب بعد أيام عن هذه الخطوة. وكان وزير الخارجية مايك بومبيو قال خلال زيارة إلى بيروت في مارس الماضي، إن إدارته تعتبر مساعدة الولايات المتحدة للقوات المسلحة اللبنانية مفيدة. ويعتمد الجيش اللبناني في عملية تسليحه وتطوير قدراته أساسا على الدعم الخارجي لاسيما من الولايات المتحدة. ShareWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :