تهاوي الليرة يزعزع النظام المالي اللبناني | | صحيفة العرب

  • 6/11/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - أكد تحرك العملة اللبنانية إلى مستوى منخفض أمام الدولار، والذي اعتبره خبراء أنه لأول مرة يحدث في تاريخ البلاد أن سياسة البنك المركزي تبدو مكبلة لإنعاش الليرة في ظل الأزمة الحادة التي تمر بها البلاد، وبالتالي فإن تبعاته على النظام المالي ستكون مدمرة. وواصلت الليرة المتعثرة تراجعها إلى مستوى منخفض جديد مقابل الدولار على الرغم من تطبيق نظام تسعير جديد تأمل بيروت أن ينجح في كبح جماح ارتفاع أسعار الغذاء بينما تتفاوض مع صندوق النقد الدولي بشأن اتفاق يخرجها من الأزمة. وفقدت الليرة أكثر من 60 في المئة من قيمتها منذ أكتوبر الماضي بفعل تآكل مخزون الدولار مما دفع البنوك للحدّ من حصول المودعين على العملة الصعبة وتخصيص الدولارات حصريا لشراء الوقود والأدوية والقمح بسعر صرف 1507.5 ليرة مقابل الدولار. ونسبت رويترز لأحد المتعاملين قوله إن “الدولار كان يُشترى الأربعاء مقابل 4250 ليرة ويُباع مقابل 4500”، بينما أكد متعامل ثان أنه يشتري الدولار بسعر 4300 ليرة مقارنة مع 4100 الثلاثاء الماضي، لكنه لا يبيع بسبب شح المعروض. ويؤكد المستوردون أن تدبير دولارات كافية لاستكمال الطلبيات حتى بأسعار صرف أعلى أصبح أمرا يزداد صعوبة. وقال هاني بحصلي مدير عام شركة بحصلي فودز وهي من الشركات الكبيرة المستوردة للأغذية “بالنظر مستقبلا لبضعة أسابيع فحسب فقد لا نتمكن من الوفاء بالتزاماتنا تجاه مورّدينا”. 5400 ليرة قيمة الدولار في سوق الصرف الأربعاء، وهو أدنى مستوى تصل إليه العملة المحلية وأطلقت الحكومة والصرافون في الأسبوع الماضي نظام تسعير موحدا يشمل سعر صرف يُخفض تدريجيا ويُعلن على نحو يومي بهدف الوصول إلى مستوى 3200 ليرة. وفي إطار هذه الخطة، حدّد الصرافون سعر الشراء الأربعاء عند 3890 ليرة وسعر البيع عند 3940 ليرة، في الوقت الذي أكد فيه مصرف لبنان المركزي أن التجار الذين لا يلتزمون بذلك سيعاقبون، إلا أن المستوردين قالوا إن الدولارات بهذا السعر غير متوفرة. وفي خضم هذه المشكلة، كشف المركزي عن إطلاق منصة إلكترونية جديدة لعمليات الصرافة ستبدأ العمل في الـ23 يونيو الجاري في إطار مساع أخرى لتحقيق الاستقرار في العملة. وبموجب المنصة الجديدة سيطلب من صرافي العملة إدخال تفاصيل العمليات عبر تطبيق إلكتروني والالتزام بنطاق للبيع والشراء يحدد صباح كل يوم من جانب البنك المركزي ويخضع للتعديل خلال اليوم. وتضررت إمدادات الدولار في لبنان أكثر بفعل أزمة عملة في سوريا المجاورة. ويتدافع السوريون لشراء الدولار لحماية أنفسهم في مواجهة التضخم والتحوط في مواجهة عقوبات أميركية وشيكة. انهيار الليرة ينذر بتجدد الاضطراب على نطاق أوسع انهيار الليرة ينذر بتجدد الاضطراب على نطاق أوسع وينذر انهيار الليرة بتجدد الاضطراب على نطاق أوسع بعد أن ظهرت بوادر لها الثلاثاء في بيروت وطرابلس، بينما تتفاوض بيروت على برنامج لصندوق النقد الدولي مرتبط بتمويل قيمته مليارات الدولارات لإنقاذ الاقتصاد. وكانت مصادر مطلعة قد كشفت خلال أبريل الماضي أن المركزي اتخذ إجراءات تعترف رسميا لأول مرة بسعر الليرة في السوق السوداء. وبدأت البنوك حينها بالفعل في تطبيق سعر صرف يبلغ 2600 ليرة للدولار على عمليات السحب من الحسابات الصغيرة التي تصل إلى خمسة ملايين ليرة، تنفيذا لتعميم جديد صدر عن البنك المركزي الجمعة. ويصطدم ذلك مع تأكيد محافظ المركزي رياض سلامة الذي قال قبل إعلان الخطوة بأسبوع أن لبنان ما زال يطبق سعر صرف رسميا يبلغ 1507.5 ليرة للدولار على معاملات البنوك وواردات المواد الضرورية. وأشار تعميم للمركزي إلى أنه يمكن السحب من الودائع البالغة 3 آلاف دولار أو أقل بالليرة بسعر السوق بما يسمح لصغار المودعين بتدبير السيولة رغم قيود مصرفية صارمة. ويعد تثبيت سعر العملة منذ عقود مقابل الدولار، إحدى الركائز الأساسية للاقتصاد، ويمكن أن يمثل فك ارتباطها زلزالا هائلا للنظام المصرفي اللبناني.

مشاركة :