تشهد أسواق القات في اليمن ازدحاما كبيرا وهو ما يغذي المخاوف من أن يساهم ذلك في تفشي فايروس كورونا على نطاق واسع، لاسيما مع حرص اليمنيين على مضغ هذه النبتة في تجمعات. صنعاء – لا يزال زبائن بائع القات اليمني حمدان حسين يتوافدون يوميا عليه لشراء النبات المنبّه على الرغم من مخاوف الأطباء من أن يساهم مضغه في جلسات جماعية وبصقه في انتشار فايروس كورونا. ويمضغ غالبية الرجال والكثير من النساء في اليمن القات لساعات يوميا، حيث يخزنونه في جانب الفم أثناء العمل أو تبادل الحديث أو حتى الجلوس في صمت. وقد تسبب المادة المنبهة في القات حالة من الإثارة وفقد الشهية والنشوة. ويقوم الكثير من أطفال اليمن ببيع زجاجات الماء على الطرقات لمستهلكي القات، ذلك أنّ عملية تخزين النبتة داخل الفم تحتاج لشرب كميات كبيرة من الماء طيلة ساعات التخزين، قد تصل إلى ثلاث أو أربع زجاجات ماء. وقال حسين “أنا أبيع القات منذ 17 عاما، ولم يتوقف أحد من زبائني عن شرائه ولو ليوم واحد، القات مصدر دخلي اليومي، ولا يمكنني التوقف عن العمل”. ويعشق اليمنيون نبات القات، وهو عبارة عن نبتة أوراقها خضراء يتم تناولها بمضغها دون بلعها، أو ما يطلق عليه “التخزين”، ويتجمّع الأهل والأصدقاء في جلسات تخزين القات التي تنطلق غالبا بعد صلاة الظهر وتستمر إلى ما قبيل المغرب، لكنّ بعضهم يستمرّ في عملية التخزين إلى غاية ساعات متأخرة من الليل. والقات هو إحدى النباتات المخدرة التي تنبت في شرق أفريقيا واليمن، وكانت منظمة الصحة العالمية صنفته كعقار ضار من الممكن أن يتسبب في حالة خفيفة أو متوسطة من الإدمان (أقل من الكحوليات والتبغ). نبات القات عبارة عن نبتة أوراقها خضراء يتم تناولها بمضغها دون بلعها نبات القات عبارة عن نبتة أوراقها خضراء يتم تناولها بمضغها دون بلعها ويصنف القات على أنه من المخدرات في الكثير من الدول، لكنه مسموح به ومستخدم بشكل واسع في اليمن، حيث يعتبر نشاطا ثقافيا أكثر منه مشكلة اجتماعية، وتنفق الأسر أكثر من نصف دخلها على تناوله. ويرى مسؤولون بوزارة الصحة أن التزاحم بأسواق القات مأساوي كارثي، إذا كانت هناك حالة إصابة سواء من صاحب القات البائع أو المشتري أو الزبائن أو حتى الأكياس أو العملات النقدية التي يتعامل بها ربما تؤدي إلى كارثة. ويناشد طبيب يُدعى فؤاد معجم الناس أن يمضغوا القات في منازلهم وأن يتجنبوا قدر المستطاع التجمعات. وفي سوق صنعاء يقوم أحد أكثر الباعة حذرا برش حفنة من الأوراق النقدية بمطهر. وقال نبيل مفلح، وهو أحد الزبائن القليلين الذين وضعوا كمامات، “على الرغم من المخاوف الكبيرة جراء انتشار الفايروس إلا أن الناس ما زالوا مقبلين على شراء القات، لذلك فإننا نحاول قدر المستطاع اعتماد التدابير اللازمة حيال ذلك بالحرص على غسل القات جيدا”. ويعتبر السعي إلى التخلص من مضغ أو “تخزين” القات الذي يعد عادة يمنية منذ قرون، تحديا هائلا. وقد يستغرق مدمنو القات وقتا طويلا للتخلص منه، فبحسب إحصاءات يتناول القات نحو ثمانين في المئة من الرجال وستين في المئة من النساء، فيما يتزايد تعاطي الأطفال للقات دون سن العاشرة. وظهرت العديد من المبادرات لمنع أو التخفيف من هذه العادة، حيث قررت السلطات الأمنية بمدينة عدن جنوب اليمن عام 2016، منع دخول القات جميع أيام الأسبوع ما عدا الخميس والجمعة. وسبقتها جزيرة سقطرى إلى ذلك.
مشاركة :